"لقد تمت الموافقة على قبولي في شركة(...) بمرتب قدره (...) شهريا" قال الزوج بأعلى صوته.
"إذن لا تفكر بزيارتنا فاهم شىء هو ان تجمع لنا مالا يساعد على شراء بيت" هتفت الزوجة بسرور وبهجة بالغتين وبأعلى صوتها.
العلاقات الاجتماعية بالنسبة لها موضوعة خارجة تماما عن موضوعة الحواس والمشاعر، بعيدا عما تقتضيه اوتفرضه لغة الالتزام الاخلاقي بما فيها قانون الروابط الأسرية.
هي كما أخريات من نمطها، الحياة بالنسبة لديها تتوقف تماما على المظهر، الأثاث، الحفلات، الترف المادي.
سفر زوجها المفاجيء، والذي سرعان ما انقلب، كما ينقلب السحر على الساحر، كان مشروع مهم وحلم في حياتها بغض النظر عما ستتركه لغة الفراق:
لم تكن تعرف انها ستدفع ثمن ما سيترتب على طريقة أفكارها؛
فابنها المراهق تركها مرتبطا مع عشيقته الاسبانية، وكذلك فعلت ابنتها المراهقة بعد ان تركت العائلة، تلبية لدعوة صاحبها الذي طلب منها الانتقال الى ولاية اخرى.
لم يبق لها في البيت الا ابنتها الصغرى التي كانت متعلقة بجدها، والذي تم إيداعه في دار كبار السن بعد ان عجزت هي عن القيام بواجباته.
زوجها أبلغها بعد حين بانه قد حصل على عرض في شركة اخرى وبمرتب اعلى.
ولكن، وكما يبدو فان العمل في تلك الشركة كان حافزا لبناء علاقة مع شابة استطاعت ان تجتذب الرجل اليها بطريقة جعلت منه ينصرف تماماً عن فكرة الرجوع الى زوجته، التي سرعان ما تهاوت أمامها فكرة شراء البيت وجميع تلك المظاهر؛
فبعد ستة أشهر تلقت رسالة كتبت بخط مجهول، مضمونها ان زوجها المهندس(..) قد سافر الى (...) وبصحبة سكرتيرة أعماله التي احبها، والتي سيعقد قران زواجه منها قريبا.