• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : الـرايـةُ الـحمراء .
                          • الكاتب : د . فائق يونس المنصوري .

الـرايـةُ الـحمراء

 تقديم:
   ونحن نعيش أيامَ الملحمة الحسينية الخالدة، ملحمة السير لنصرة أبي الاحرار، ملحمة نصر العراق الابي المنتصر التي يسطرها العراقيون البواسل مضمخةً بدم الشهداء في ساحات الوغى ومعطرة بأريج الولاء المحمدي للقاطعين الفيافي والقِفار كيما يجددوا البيعة لله ولرسوله وصالح المؤمنين، أتقدم بقصيدتي هذه عُرفانا ووفاءاً لتلك الدماء الطاهرة والاقدام الناحلة والوجوه الشاحبة التي لوحتها الشموس ملتمساً منهم الرضا ومن الله القبول.   
 
وطني..
يا مركِباً من الصَبرِ والجَلَدِ
يمضي ليُبحِرَ في مُوحِشِ بحر ٍ
من الحُزنِ والآلامِ والكَدَرِ
يمضي.. بأشرعة ٍ قد مزقّتها 
سنّيٌ من القَهرِ والجوع ِ والكَمَدِ
يمضي.. بلا دَفةٍ أو رُبانَ يُرشِدُهُ
تحو الخَلاصِ أو شاطِئُ السَعَدِ
 
لولا نِداءٌ علا من أرضِ كوفانَ هاتفاً
هيهاتَ لُذبَحِ (الحسينِ) مرتينْ
فمضى صداهُ صوتاً هادراً في الخافقينْ:
" لبيكَ يا حُسينْ..
  لبيكَ يا حُسينْ.."
************************
لكَ اللهُ يا وطناً
ليسَ على الارضِ ارضٌ مثلُ ارضِكَ موطِناً
ضمت رُفات الاكرمينَ وخيرُ وصي
من قبرِ يونانَ وهودٍ الى صالح ٍ
ونوح ٍ وأليعازر َ والبداية ُ آدمُ
ثمَ الشهيدُ أبا الشهداءِ وصَحبُهُ
ذاكَ هو السِبط ُ الشهيدُ الشاهِدُ
لمّا قضى على رملِ الفَلاةِ مُجَّزَراً
مُقطَّعَ الودجينِ
مُلقىً ثلاثاً
بلا غُسلٍ ولا تكفينِ
والصُحبُ حولَ رُفاتهِ
مُجَّزرينَ مُهشَّمي الوجناتِ
نُهباً لغُسلان ِ الفَلاةِ ووحشِها
وكواسِرِ الآكامِ والاجماتِ
 
حتى اتاهُ بني الاُسدِ بجمعِهم 
والمُرشِدُ (السجّادُ)
جاءوا ليدفُنوا بدراً في الثرى ووليدهِ
ثم لينصبوا فوقَ قبرهِ رايةً
حمراءَ مصبوغةً من دمِ الشهداءِ
تبقى ترفرفُ عالياً
حتى يقومُ القائِمُ يطلبُ ثأرهُ
من ألِ مروانَ وبني الطُلَقاءِ
 
 
د. فائق يونس المنصوري
مركز علوم البحار/ جامعة البصرة
 
البصرة 
في 15 صفر الخير 1438هـ
 
 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=86296
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 11 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 14