• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : يوم الأربعين وزيارة الانصاري لسبط الشهيد .
                          • الكاتب : لؤي الموسوي .

يوم الأربعين وزيارة الانصاري لسبط الشهيد

   زيارة الأربعين وسبب تسميتها بهذا الاسم وسر خلودها، فسبب حدوثها ان وقتها قد صادف يوم العشرين من شهر صفر الخير من عام 61 هجرية، فيكون بذالك أربعون يوماً قد مضت من إِستشهاد الحسين ابن علي "ع" في العاشر من المحرم، وهو اليوم الذي ورد فيه جابر بن عبد الله الأنصاري من المدينة إلى كربلاء لزيارة قبر الحسين "ع"، فكان أول من زاره من الناس وفي هذا اليوم أيضاً كان رجوع سبايا آل محمد من الشام إلى كربلاء مرة أخرى، بقيادة الإمام زين العابدين "ع". 
 
من هنا بدأت قافلة العشق نحو كعبة الاحرار التي تمثلت بزيارة الأربعين لمرقد سبط النبي الإمام الحسين "عليه السلام" حيث إنه اليوم الذي اُرجعت فيه الرؤوس لشهداء كربلاء من اهل بيت الحسين "ع" وانصاره من اصحابه إلى أبدانها التي وُريت الثرى في كربلاء.
 
    فضل زيارة العشرين من شهر صفر من خصائص المؤمن كما ورد على لسان المعصوم "ع"، ولأهمية هذا اليوم عُد من علامات المؤمن فيه، أن يزور قبر الشهيد الحسين ابن علي "ع" فقال الامام الحسن ابن علي العسكري "عليه السلام" في فضل هذا اليوم علامات المؤمن خمس؛ صلاة إحدى وخمسين، وزيارة الأربعين، والتختم باليمين، وتعفير الجبين، والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم.
 
   جابر ابن عبدالله الأنصاري ومنزلته عند اهل بيت النبوة "ع" جابر بن عبد الله الأنصاري، صحابي جليل القدر ومن المنقطعين والمخلصين إلى النبي "ص" وآهل البيت "ع"، وانه كان بدرياً أحدياً.
    في فضل الانصاري كثيرة ويكفيه فخراً بواحدة دون غيرها، انه هو الذي بلغ الإمام محمد الباقر "عليه السلام" سلام رسول الله "صلى الله عليه واله"، وكذلك أن جابر سأل رسول الله "صلى الله عليه وآله" الشفاعة يوم القيامة فضمن رسول الله "صلى الله عليه وآله" له ذلك.
 
   نص زيارة جابر الأنصاري لقبر الحُسين"ع" في يوم العشرين من شهر صفر الخير " يوم الاربعين" فأجهش بالبكاء عند ملامسته تُراب قبر السبط الشهيد وقال يا حسين ثلاثاً، ثم قال "حبيب لا يجيب حبيبه وأنّى لك بالجواب وقد شحطت أوداجك على أثباجك، وفُرقَّ بين رأسك وبدنك، فأشهد أنك ابن خاتم النبيين وابن سيد المؤمنين وابن حليف التقوى، وسليل الهدى وخامس أصحاب الكساء وابن سيد النقباء وابن فاطمة سيدة النساء، ومالك ما تكون كذلك وقد غذتك كف سيد المرسلين، وربيت في حجر المتقين، ورضعت من ثدي الإيمان وفطمت بالإسلام فطبت حياً وطبت ميتاً غير أن قلوب المؤمنين غير طيبة بفراقك ولا شاكة في الخيرة لك، فعليك سلام الله ورضوانه، وأشهد انك مضيت على ما مضى عليه أخوك المجتبى ابن زكريا ثم جال بصرة حول القبر وقال: السلام عليكم أيتها الأرواح التي حلّت بفناء الحسين وأناخت برحله، وأشهد أنكم أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة ، وأمرتم بالمعروف ونهيتم عن المنكر وجاهدتم الملحدين، وعبدتم الله حتى أتاكم اليقين، والذي بعث محمداً بالحق نبيا، لقد شاركناكم فيما دخلتم فيه فقال له عطية العوفي:كيف؟ ولم نهبط وادياً ولم نعل جبلاً ولم نضرب بسيف والقوم قد فرق بين رؤوسهم وأبدانهم وأؤتمت أولادهم وأرملت الأزواج، فقال له جابر إني سمعت حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول من أحب قوماً كان معهم ومن أحب عمل قوم أشرك في عملهم، والذي بعث محمداً بالحق نبيا إن نيتي ونية أصحابي على ما مضى عليه الحسين عليه السلام وأصحابه.
 
   يزيد وابن زياد تصورا وخيل لهم ان بفعلتهما انهما انتصرا بواقعة الطف بعد قتلهما للحسين ابن علي "ع"، ولكن المعادلة هنا قد تغيرت فانتصر المقتول على القاتل، واصبح يوم العاشر من المحرم هو يوم ولادة الحُسين"ع"وليس استشهاده، لان بهذا اليوم قد احيا الامة بعد ان كادت ان تموت،  فدماء السبط الشهيد اعادت للامة لها الحياة والثقة بنفسها، واسس قاعدة لا افر ولا اقر لتتوارثها الاجيال لمواجهة الطغاة على مر العصور.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=86044
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 11 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 14