ببساطة ووضوح يتساءل الكثيرون : هل من الصحيح الاستخفاف والتغاضي والتغافل عن القيم والضوابط الشرعية والعرفية ، مقرونةً بالاستنكاف والتعالي فوق النصح والاستشارة والتذكير والتحذير والنقد البنّاء، حالَ القدرة والنفوذ وقوّة الغطاء ، فنصكّ أسماعنا ونغمض عيوننا ونغلق أفهامنا فنوظّف مابأيدينا - ولعلّه أمانةٌ في أعناقنا لا نملك منه شيئا - لمرامينا وغاياتنا وأهوائنا وكأنّنا نعامةٌ قد أغطست الرأس في الثلج وهماً منها بالإخفاء حتى الأخمس ..
رصدُ الناسِ - ناهيك عن ربّ الناس - دوّامٌ لا يكلّ ولا يتعب وعدسة الرقابة فيهم فعّالةٌ الحضور لاتفتر ، لا يغادر كتابهم مثقال الحبّة إذ يحصيها ويوردها جداول التسجيل لغرض الحساب العسير في العاجل أم الآجل القادم بلا أدنى تطفير .
ربما تكون لهذا وذاك منافع ومآرب فيغضّ الطرف ويسكت ويداري برياء ، بل قد يتملّق وينافق ويتقلّد جلد الحرباء ويمثّل دور الببغاء ويصنّم فيعبد مَن هو دون ربّ السماء .. لكنّ الغد آتٍ لامحال حين تضعف القدرة والنفوذ ويزول الغطاء ، فماذا عسى المستخفّ المتغاضي المتغافل عن القيم والضوابط المشار إليها أعلاه أن يصنع إزاء سؤال الغرماء ، وماأكثر الغرماء ، ناهيك عن سؤال السماء وحسابها يوم الجزاء ؟
من المؤلم المؤسف حقّاً أن لا يجدي نفعاً تذكيرُ ونصح الأصدقاء ناهيك عن الغرباء .. حيث التمادي في تكرار السير على ذات المنوال بل بأشدّ إصرار ، دون لمس الردع والتحذير من مركز القرار ، لا يعني سوى الوقوع في مستنقع الأخطار مذمومِ العاقبة وسوء الدار . |