
يمتلك آل سعود قطيعا ضخما من الإعلاميين الذين كلفوا طيلة العقود الماضية بتضليل الرأي العام المصري وإقناعه أن التحالف معهم (طريقنا إلى المستقبل) وأن (إيران شر أكيد وأن التكفير هو المبيد) قبل أن يفيق الجمع على حقيقة مرعبة مفادها أن الإصرار على إبقاء هذا التحالف بشروطه الحالية هو طريقنا الأكيد للخروج من التاريخ!!.
كتبنا سابقا كيف أن المخلوع حسني كان يضبط ساعته وقراراته على توقيت الرياض رغم أنها لم تكن تأبه به أو تبلغه بقرارات تمس مصر مباشرة قبل اتخاذها، إلا أن الرجل كان على ما يبدو ينفذ سياسة (ابعد عما يغضب آل سعود وغني لهم).
ينقل الكاتب الصحفي أسامة غريب في مقال منشور بجريدة المصري اليوم عام 2008 عن مقال لمحمد حسنين هيكل فى مجلة «وجهات نظر» عدد يناير ٢٠٠١ استعرض فيه بعض الوثائق الإسرائيلية ومن أهم ما ذكره هيكل موقف المملكة السعودية والملك فيصل من الأحداث الساخنة التى جرت فى المنطقة وسبقت العدوان الإسرائيلى على مصر فى ٥ يونيو ٦٧.
تضمنت الوثائق الإسرائيلية برقية من السفير الأمريكى بالمملكة «بيتر هارت» إلى وزارة الخارجية الأمريكية عن محضر مقابلته مع الملك فيصل، وفى ثنايا هذه البرقية كتب السفير الأمريكى: «ثم استجمع الملك حيويته ليقول لى: إنكم يجب أن تبذلوا أقصى جهد للخلاص من هذا الرجل الذى يفتح الطريق للتسلل الشيوعى –يعنى ناصر- ثم قال: لماذا تصبرون عليه؟ ألا ترون أنه لا يكف عن مهاجمتكم يومياً، مرة فى فييتنام، ومرة بسبب كوبا، ومرة بسبب الكونجو؟»
ويستطرد السفير الأمريكى: أبديت تحفظي، لكن الملك كان لا يزال مُصراً على أن ناصر يعادينا ويخدعنا وأننا ما زلنا نحاول استرضاءه. وذكّرته بأننا عطلنا توريد القمح إلى مصر طبقاً للقانون ٤٨٠. وعقّب الملك «أوقفوا عنه الطعام تماماً وسوف ترون ما يحدث».
يصر غلمان البلاط السعودي المكلفين بتوجيه الرأي العام المصري أن الملك سلمان يحبنا ويعشقنا، إلآ أن الملك عبد الله كان أكثر حبا (للحب درجات على مقياس ريختر!) ناهيك عن حالة العشق والتوله التي عاشها فيصل في حب مصر إلى آخر هذا الهراء والهذيان الذي يبيعه هؤلاء لنا.
يتجاهل هؤلاء أن مصر عندما كانت تحارب الصهاينة عام 1973 كان هؤلاء يكدسون الأموال في بنوك نيويورك، كما كانوا يستعدون لقطف ثمار الحرب طفرة نفطية هائلة ضاعفت ثرواتهم عدة مرات، وحينما زار فيصل المذكور آنفا مصر كانت الطبقة السياسية تتوقع دعما ماليا مقداره مليار دولار ألقى عليهم (حبيب مصر) دلواً من الماء البارد ورمى إليهم ب300 مليون دولار فقط لا غير.
لا يمكننا وصف التحريض على تجويع المصريين (أوقفوا عنهم الطعام) إلا بالوضاعة الأخلاقية وغياب الحد الأدنى من قيم الدين التي يتشدق بها هؤلاء.
على غلمان آل سعود الكف عن التبول على رؤوسنا وليعلموا أن الذي قال (أوقفوا عنه الطعام تماماً وسوف ترون ما يحدث) هو ذاته الذي أصدر أوامره بتمزيق اتفاق بيع النفط لمصر.
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون. |