الكارثة عندما يقول لك شخص ان العلماء لا يفهمون شيء ، أو ليس هم الذين يفهمون فقط .
وعندما تسأله عن الذين يفهم فلا يجيب .
وعدم الاجابة عن هذا السؤال نابعة من إحتمالين لا أكثر ؛
أما انه يُقرُ ان لا وجود لمن هو أفهم من الفقهاء والعلماء (وكلامنا في اختصاص الدين طبعا) ، وبالتالي يناقض قوله وفكره الذي تعبأ به ، فيحاول ان يبقى محافظا على مادته هذه لا يزيد عليها ولا ينقص ..!
أو انه يعتقد ان هناك من هو أعلم وأفهم من الفقهاء ، ويذكر لنا أسماء يعتبرها هي الاولى في الفهم ، وهؤلاء أما ان يكونوا فقهاء ايضا !
أو غير الفقهاء ، امثال فلان وعلان .
ففي كلتا الحالتين الاولى والثانية ، والثانية بشقيها ، تحكم على ان هناك من هو شخصا يفهم في الدين أكثر من غيره ، فان قلت ذلك فسيكون الرد عليك بنفس الاشكال الذي طرحته علينا ، فنقول الى متى تقدس هذا الشخص وتجعله افهم من العلماء والفقهاء ..!؟
طبعا مع انه لا قياس في الموضوع ، لكن نوردها جدلا هنا .
وان كان لا يوجد من هو افهم منهم فلماذا الاعتراض على الاخرين بان يقولوا هم افهم من غيرهم ..!؟
اذا المشكلة تكمن في ان الذين لا يفهم يقيم الفهامة ، وان الذين لا يعلم يقيم العلامة .
الانسان كائن خطر في تفكيره وتدبيره ، وعندما وضع الله لنا العقل أشرك معه إمكانية التعرف على الموازين ومكنه من ترجيح الخطأ من الصواب إذا ما اُلتبست عليك الامور والحقائق ، وما اكثر الالتباسات علينا في هذا اليوم .
فعند الالتباس نكون أمام ثلاثة خيارات ، اما ان نتمكن من التمييز بين الحقائق وكشف المزيف منها مِن غيره ،
أو عندما لا نعرف ولا يمكننا التمييز ، نسأل ونتعلم كيفية الغربلة والمعرفة بين هكذا امور ، وبالتالي تكون لدينا خبرات متراكمة وتجارب في معرفة الاقوال الصحيحة من عدمها .
أو نعتقد ان علقنا لا يمكن ان يتعلم من أحد أو انه حاز على مرتبة لا يمكن بعدها ان يتوقع الخطأ ، فيعيش في حالة دوامة على فكره الذين لا يرتئيه الباطل من يديه ولا من خلفه ، وهذا هو ما حُذِرنا من الوقوع فيه جميعا ، لان عواقبه وخيمة ،فهنا تحدث كارثة كبيرة عنوانها الجهل المركب الذي هو أخطر أنواع الجهل . |