• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : إستقلال كردستان / الدولة الكردية ! .
                          • الكاتب : مير ئاكره يي .

إستقلال كردستان / الدولة الكردية !

 على أساس ردود الأفعال ، أو على أساس توظيف الاستقلال الكردي وآستغلاله سياسيا وشخصيا وحزبيا ليس من الممكن إنبعاث وولادة دولة كردية ، ثم مضافا إن قيام الدولة في كردستان بأمس الحاجة الى عوامله وشروطه الأساسية الداخلية ، في مقدمته التوافق التام بين جميع القادة الكرد ، بخاصة في إقليم جنوب كردستان .. هذا ناهيك عن ضرورة وجود خلفية إقتصادية ومالية قوية وضخمة ! .
 .لقد تحققت بنسبة كبيرة جدا هذه المسألة لاقليم جنوب كردستان من عام ( 2004 ) لغاية عام ( 2014 ) ، حيث تصدير النفط الكردستاني وغيره من الموارد وأعمال التجارة والاستثمارات المالية للاقليم ، لكن لعوامل تتعلق بالفساد والضعف الإداري والحكومي والمحسوبيات والمنسوبيات ، ولعدم وجود رؤية مستقبلية وخطط ودراسات مستقبلية دقيقة لم يتم بناء قاعدة إقتصادية ومالية ضخمة ليوم إستقلال جنوب كردستان المنشود . مضافا الى ذلك يمكن التعويل المالي للاقليم على الفترة الممتدة من تحرير غالبية مناطق إقليم جنوب كردستان عام ( 1991 ) من القرن العشرين المنصرم ، ولغاية عام ( 2003 ) من القرن الحادي والعشرين الحالي ، حيث سقوط حكم حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق . كان العقدان المذكوران عقدان تاريخيان ذهبيان لاقليم جنوب كردستان كي يُخلِّف ليوم الاستقلال ويُورِّثه ، أو للأيام السوداء والكوارثية ، مثل هجوم داعش على الاقليم عام ( 2014 ) خلفية مالية ضخمة وهائلة جدا يمكن بها إدارة الادارة والحكم والحكومة والشعب إدارة جيدة ، لكن لمزيد من الأسف والأسى لقد حدث العكس ، إذ تم إعلان إفلاس الحكم والحكومة الكردية في إقليم كردستان على الصعيد المالي ، ثم ما رافق ذلك من خلافات حادة وتطورات داخلية سلبية على صعيد البرلمان والرئاسة والأحزاب الكردية الحاكمة في الاقليم .
أما على الصعيد الخارجي ، فلا بد من إشتراط تأييد الدول الكبرى في العالم ، بخاصة التي لها حق النقض في منظمة الأمم المتحدة ، علاوة الى الشرط الثانوي الآخر ، وهو الاقليمي ، أي وجود أرضية تأييدية إقليمية لاستقلال كردستان وقيام الدولة الكردية فيها ، فهل القادة الكرد واثقون من وجود هذه العوامل الأساسية اللازمة لقيام الدولة الكردية وتأسيسها في إقليم جنوب كردستان ...؟ بعدها نتساءل : اذا كانت العوامل الأساسية المؤدية الى قيام الدولة الكردية غير متوفرة حاليا ، فلماذا إثارة إستقلال كردستان والانفصال الآن من قبل هذا الرئيس الكردي ، أو ذاك ...؟
تساؤلات حول إستقلال كردستان ..؟
حول إستقلال كردستان وقيام الدولة الكردية المفترضة تدور عنها وحولها الكثير من التساؤلات التي تكون الإجابة والرد عليها في غاية الصعوبة .. ذلك إن القضية الكردية ليست قضية واحدة متواجدة في قطر واحد ، بل هي قضية واحدة مجزءة  في أربعة أقطار مجاورة لكردستان ، حيث تم توزيع الكرد وتقسيم أجزاء كردستان عليهم  ، وهم كما هو معلوم ومعروف : تركيا ، ايران ، العراق وسوريا ، وهي متفقة فيما بينها على عدم قيام دولة كردية في أيِّ جزء من كردستان . ربما كان ذلك التقطيع والتمزيق السايكس – بيكوئي الجائر أحد العوامل لتقسيم كردستان بين الدول الأربعة المذكورة .. بذلك أصبحت كردستان ساقطة على الصعيد الجغرافي والسياسي والعالم الخارجي ، لأنه كلما آقتربت حركة وثورة كردية من النصر والتحرير ، فإن الدول الأربعة ، مضافا دول أخرى تتفق فيما بينها لإسقاط الحركة والثورة الكردية وضربها ، هذا بالإضافة الى العامل الدولي الذي أقام الحظر من قيام دولة كردية مستقلة في كردستان منذ بدايات القرن العشرين المنصرم ، وكما يبدو فإن هذا الحظر مازال قائما .. على هذا الأساس < لعله لعوامل أخرى أيضا > نلاحظ دوما تعثُّر الحركات والثورات الكردية في نضالاتها التاريخية المريرة ، وذلك على رغم ما قدمت من نضالات جبارة وتضحيات كبرى في طريق التحرر والاستقلال الكردستاني . 
هل هناك مؤشر لقيام دولة كردية ...؟
قد يكون في نهاية النفق بصيص أمل لضوء خافت - بحسب متابعاتي - لقيام دولة كردية في كردستان ، لكننا لا ندري كيف تكون تلك الدولة الكردية وتفاصيلها السياسية والجغرافية والسكانية ، حتى الكردستانية كأراض وتخوم أرضية ومناطقية . 
 شخصيا لا أعتقد بأنه سيُسمح للكرد من توحيد أجزاء كردستان الأربعة في كردستان الكبرى < العرب وكثرة الدول والإمارات العربية خير مثال ! > ، في وطن واحد يضم دولة واحدة موحدة للشعب الكردستاني . هذه مسألة هامة جدا وخطيرة جدا للقضية الكردية ، أي للكرد وكردستان ، هي مسألة مصيرية ومعقدة في نفس الوقت . أما المسألة الهامة الأخرى فهي تتعلَّق بالحالة التطورية للقيادات في مختلف أجزاء كردستان على صعيد الوعي والرُشد والإيثار ونكران الذات والإخلاص والتفاني الكامل لأجل المصالح العامة والعليا للشعب والوطن ، فهل يتم ذلك عمليا ولو لمرة واحدة فقط في تاريخهم ...؟ شخصيا أشك في ذلك ، مع رجائي أن أكون مخطئا فيما ذهبت اليه ! . 
جنوب كردستان والاستقلال !
جنوب كردستان ، هو الاقليم الثالث لكردستان من حيث المساحة والسكان ، وذلك بعد شمالها وشرقها إذن ، هل من الممكن تصديق مشروع ، أوفكرة إستقلال إقليم جنوب كردستان وقيام دولة كردية فيه ، وذلك بمعزل عن شمال كردستان وشرقها وغربها ، وماذا سيكون مصائر الأجزاء المذكورة من كردستان ، هل سيتم فيما بعد إستقلال جنوب كردستان العمل على إستقلال الأجزاء المتبقية الأخرى من كردستان ، وذلك لتأسيس كردستان الكبرى في نهاية المطاف ، ومن يعمل لهذه المهمة النبيلة والعظيمة الكبرى ، هل القادة الكرد يعملون وينشطون لهذه الغاية المجيدة ، وهل الدول الكبرى المعروفة التي بيدها مفاتيح الحل ومقاليد الأمور ونواصيها بالمنطقة سوف تقوم بتفعيل هذا المشروع للكرد وكردستان ، ثم ماذا ستكون ردود الأفعال لكل من تركيا وايران لو أقدم إقليم جنوب كردستان على الاستقلال وإعلان الدولة الكردية ، مضافا ماذا ستكون ردود الأفعال للدول العربية إزاء ذلك ، وهل ستضحي الدول الكبرى بمصالحها السياسية والاقتصادية وغيرها مع الدول العربية وغير العربية لأجل قيام دولة كردية في إقليم جنوب كردستان ، أو لقيام دولة كردستان الكبرى ..؟ برأيي إن الغالبية الساحقة من التساؤلات المذكورة إما هي مشكوك فيها < أي إنها مشكوك في إنها سوف تُفَعَّلُ إيجابيا لصالح الشعب الكردي > ، أو إنها محال ، أو إنها قريبة من المحال .. قد يكون في المستقبل إستقلال ، لكن سيكون فيه – برأيي – جرد وتجريد وقص ومقص ونقص وحذف وتعليق لمعضلات وإشكاليات من القضايا للقادمات من الأيام ! . 
أرجو وأدعو أن أكون مخطئا فيما ذهبت اليه ...
 
 
 
 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=83880
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 09 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13