• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الضجيج والإنصات ضرتان في تحقيق المصير .
                          • الكاتب : سعد بطاح الزهيري .

الضجيج والإنصات ضرتان في تحقيق المصير

يحكى أن هناك مزارع يعمل في حقل صغير، وكان يمتلك ساعة يدوية كانت تمثل له شيء ثمين، كونها ما تبقى له من رائحة أباه، يوم ما وهو يعمل في حقل القمح ومخلفات الزراعة، فقد ساعته الثمينة وأخذ يبحث هنا وهناك لكن دون جدوى!، انتبه المزارع و وجدت صبيان يلعبون قرب الحقل، فأخبرهم من يجدها أعطيه جائزة، مر وقت ولم يثمر عن شيء.
إذا بفتى هادئ، كان جالساً على اريكة قرب الحقل، قال للمزارع امهلني بعض الوقت، المزارع وفي استهجان لأنه عجز عن وجودها، خذ الوقت المناسب لك، أتى الفتى إلى حقل المزارع، وفي وقت قصير جداً أقل بكثير من الوقت الذي استغرقه الفتية جميعاً، عاد والساعة بيده، فرح المزارع كثيراً، كيف وجدتها وانت وحدك واقرانك عجزوا عن ذلك؟، كان جواب الفتى لم اعمل شيء سوى الجلوس والتأمل والاستماع إلى نبضات الساعة، حينها حددت مكانها وها هي بين يديك.
جميعنا نحتاج إلى الهدوء و السكينة، والانصات وتقبل الآخر واحتواءه، لنستطيع القضاء على الخلافات للنهوض في واقع متحضر و متمدن.
ما نلاحظه اليوم وعلى مدار سنين وعقود من الزمن من فوضى، وتخبط وعدم إدارة واضحة في إدارة الدولة، شبيه بما قام به الصبية في حقل المزارع، توالت الأحداث ولم نرى من يمتلك تلك المهارات لكي يترجمها على أرض الواقع.
اليوم ونحن نعيش واقع سياسي مرير، وتخبط المتصدي لقيادة البلد، أهله ممن كانوا يعانون الحرمان والاضطهاد، نراهم اليوم في ضجة وفي صخب لا يمتلكون المؤهلات في إدارة الدولة، أين كنا وأين أصبحنا؟، هل من سبيل نحو الخلاص؟
منذ 2005 شكل التحالف الوطني، تحت مسمى الائتلاف العراقي الموحد، كانت له قيادة واضحة ومتزنة في اتخاذ القرار، والوقت الذي مر ليس كهذا الوقت، حيث القتل على الهوية والطائفة في أوجها، لكن كانت الحكمة حاضره في اتخاذ القرار، بعد مضي ما يقارب خمسة سنوات على قيادة التحالف، رحل زعيم التحالف الوطني إلى بارئه، لكن شكل مكانه فراغاً سياسيا واضحا، حيث لا قيمة لوجود هكذا اسم ولا طائل منه، كون التشظي أصبح عنوان لمن يريد الغلبة.
لم ينتجوا قرارا موحداً وصائبا، إلا حين تم اختيار رئيسا واضح المعالم معروف لدى الجميع، يرأس مؤسسة التحالف الوطني، ليخرج من الأطر التي قيدت هذا الكيان، وكيفية تغليب المصلحة الشخصية على مصلحة البلد، والنهوض به من جديد، هكذا تم اختيار الشخص الذي لا يختلف عليه اثنان من أصحاب العقل في اعتداله وثقله السياسة.
ما أحوجنا اليوم إلى الهدوء والعمل بعقلانية، لتحدي جميع الصعاب لكي نمتلك مؤسسة رصينة قادرة على صنع القيادة والإدارة، وتغليب المصلحة الشخصية على المصلحة العامة، من أجل انتفاع الغير، هكذا نتعلم من الكبار في أعمالهم الشباب في أعمارهم.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=83831
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 09 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13