• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : تساؤلات برسم الإجابة.. مسلسل اغتيال علماء الذرة في إيران .
                          • الكاتب : علي بدوان .

تساؤلات برسم الإجابة.. مسلسل اغتيال علماء الذرة في إيران

 جاء اغتيال العالم النووي الايراني والاستاذ الجامعي في جامعة (أردبيل) وأحد النخب العلمية الإيرانية البروفسور (داريوش رضائي نجاد) في طهران بعد عدة عمليات سبقتها وقد استهدفت حياة عالمين نوويين إيرانيين، هما العالمين (مسعود علي محمدي) و (مجيد شهرياري) بينما نجى العالم النووي (فريدون عباسي) من محاولة اغتيال تعرض لها في نوفمبرالماضي 2010.

كما جاءت تلك العملية التي وقعت في قلب مدينة طهران قبل أيام، لتطرح عدة أسئلة متتالية تتعلق بسهولة الوصول إلى قلب العاصمة، وتنفيذ الاغتيالات المدروسة ومغادرة المكان، دون وصول أجهزة الأمن الإيرانية إلى الجناة الفاعلين. فهل بات الأمن الداخلي الإيراني هشاً إلى هذه الدرجة التي يتم تصفية العلماء الواحد بعد الأخر في بلد كبير على المستوى الاقليمي وعلى مستوى الحضور والفعل السياسي ...؟
من هنا، إن عملية اغتيال العالم النووي داريوش رضائي، تضع إيران وأمنها القومي على المحك، كما تضع برنامجها النووي الهادف لاستخدام الطاقة الذرية في توليد الطاقة الكهربائية والاستخدامات السلمية أمام معضلة جديدة عنوانها "التقصير" في حماية العقول العلمية المسؤولة عن بناء وإدارة أكبر برنامج علمي إيراني، حيث يشار بأن العالم النووي داريوش رضائي كان قد قدم في المؤتمر الرابع عشر لهندسة الكهرباء الذي أقيم في جامعة مالك الأشتر مؤخراً في إيران, موضوعاً علمياً على غاية من الأهمية، وقد يتناول فيه مسألة التخصيب والاستنساخ النووي لتوليد الطاقة الكهربائية.
وعليه، إن عملية الاغتيال للعالم داريوش رضائي ألقت بظلها الحاد على المناخات الداخلية في إيران حالياً، وقد ولدّت معها حالة من التجاذب والتنافر ومن كيل الاتهامات المختلفة، ومنها الاتهامات بالتقصير بين بعض الأطراف الإيرانية التي كانت قد افترقت عن بعضها البعض عقب الانتخابات الرئاسية التي تمت قبل عامين، وحتى بين كبار ضباط الأجهزة الأمنية ومواقع القرار السياسي في إيران.
ومن جانب أخر، لقد جاءت عملية الاغتيال لتؤكد دون مواربة بأن هناك شيئاً ما يجري داخل إيران بفعل الامتدادات الخارجية التي يريد أصحابها إضعاف النظام بشكل خاص، وإرباك إيران بشكل عام في مواجهتها الدبلوماسية للضغوط الخارجية التي تستهدف برنامجها النووي للأغراض السلمية، كما تستهدف دورها الإقليمي، وبالتحديد دورها الداعم لحزب الله ولقوى المقاومة الفلسطينية.
كما جاءت عملية اغتيال عالم الفيزياء النووية الإيراني داريوش رضائي ومن سبقه من علماء، لتؤكد أن المعركة الاستخباراتية بين إيران وخصومها تزداد عنفاً، في موازاة المعركة الديبلوماسية التي تنذر بمزيد من التوتر والتصعيد، خصوصاً وأن داريوش رضائي ومن سبق من العلماء الذين تم اغتيالهم، لم يكن أي منهم منخرطاً في أي نشاط سياسي في طهران. وبالتالي فان أغراض اغتيال كل واحد منهم خارجية بالدرجة الأولى وتمس المشروع النووي الإيراني وبرنامج طهران الداعي لاستخدام الطاقة النووية في الأغراض السلمية.
وعليه، فإن استهداف علماء الذرة وخبراء الصواريخ الإيرانيين يعتبر جزءا من التسخين السياسي بل والعسكري في موضوع الملف النووي الإيراني. وبذا فان إيران تكون قد تعرضت إلى الآن لعدة ضربات استخبارية. ففي الفترة الماضية نجح خصومها في تسديد ضربة استخباراتية قوية لها، تتعلق بالجنرال علي رضا عسكري، نائب وزير الدفاع السابق والمسؤول عن البرنامج الصاروخي، الذي اختفى قبل زهاء خمسة أعوام في ظروف غامضة في اسطنبول، ولم يعرف مصيره بعد، سواء خطفته استخبارات معادية لإيران أو سلّم نفسه والأسرار التي يملكها لهؤلاء الأعداء. والحالة الثانية تتعلق بالعالم النووي الإيراني شهرام أميري الذي اتهمت طهران الولايات المتحدة بخطفه من السعودية الخريف قبل الماضي.
ويرجح البعض الأخر بأن عمليات الاغتيال تتم عملياً بتنسيق ودعم فني إسرائيلي وأميركي لمجموعات فاعلة داخل إيران، حيث يمتلك جهاز الاستخبارات الإسرائيلي الخارجي المعروف باسم (الموساد) خبرة وتاريخاً عريقاً في تنفيذ عمليات التصفيات والاغتيالات، ومنها اغتيال العلماء العرب، كما وقع بحق العديد من علماء الذرة المصريين والعراقيين والفلسطينيين واللبنانيين طوال العقود الماضية، وأبرزهم المصري الدكتور يحيى أمين المشد، الدكتورة والعالمة المصرية في أبحاث الذرة الدكتورة سميرة موسى، وعالم الذرة المصري سمير نجيب، والدكتور في الفيزياء النووية نبيل القليني، والدكتور الفلسطيني في الفيزياء النووية نبيل احمد فليفل، والدكنور العلامة على مصطفى مشرفة الذي تتلمذ على ألبرت اينشتين وكان أهم مساعديه في الوصول للنظرية النسبية وأطلق عليه اينشتاين العرب، والدكتور جمال حمدان، والدكتورة سلوى حبيب، والدكتور سعيد سيد بدير، والعالم اللبناني رمال حسن رمال الذي كان يعتبر أحد أهم علماء العصر في مجال فيزياء المواد، واللبناني الدكتور حسن كامل صباح (أديسون العرب )، والدكتورة السعودية سامية عبد الرحيم ميمني.
إن اغتيال أحد النخب العلمية الإيرانية كان ومازال من الخطط الأميركية/الصهيونية حسب رئيس البرلمان الإيراني على لاريجاني، الذي أضاف بأن الولايات المتحدة في ترتيب إدارتها لشؤون العالم تبيح هذه الأعمال، مطالباً في الوقت نفسه قوات الأمن الإيراني أن تتصدى بحزم وقوة لمثل هذه الأعمال، وأن ترد على "أعداء إيران بشدة كي يحصدوا نتائج أعمالهم السيئة".
ومما لاشك فإن هذا الاستهداف المتتابع لعلماء الذرة الإيرانيين، والوصول إليهم، وتصفية ثلاثة منهم حتى الآن، فضلاً عن اختطاف الجنرال رضا عسكري واختفائه حتى الآن، يطرح العديد من التساؤلات المتعلقة باحتمال وجود اختراق أمني قوي وواسع داخل إيران من قبل بعض الجهات الخارجية التي تناكف المشروع النووي الإيراني وتعمل على تدميره في مهده، وهو مادفع بالأجهزة الأمنية الإيرانية لتوجيه الاتهامات بالتقصير لبعضها البعض، خصوصاً أن قائد الحرس الثوري محمد علي جعفري كان حذر منذ الشهر الماضي من اغتيال العلماء النوويين
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=8361
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 08 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 14