• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : موازين القوة في المنطقة .
                          • الكاتب : عبد الرضا قمبر .

موازين القوة في المنطقة

حصار وعزلة كاملة للجمهورية الإسلامية الإيرانية لأكثر من ثلاثون عاماً ، أموالها وإستثماراتها في الخارج كلها جمدت ، إلا أنها تمكنت من صناعة وتوفير إحتياجاتها ذاتياً دون الحاجة لهذا العالم وقامت بتطوير قدراتها العسكرية والنووية أيضاً ، وهذه الحقيقة يجب ألا ننكرها أو نتجاهلها !
قبل خمسة سنوات فقط .. كنا نقول أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي الحليف الإستراتيجي لإسرائيل ، ومن ثم .. وبالتحديد بعد دخول التيارات التكفيريية في سوريا وتغلغل الدواعش للعراق وإعتراف الأمريكان بالنووي الإيراني ، تغير الكلام إلى.. أن الأمريكان هم الحليف الإستراتيجي .. لإيران !
بعض المحللين في القنوات الإعلامية يتحدثون بإسلوب صبياني وغير عقلاني تماماً حول الأديان والمذاهب وعن المجوس والصفويين دون أن نركز قليلاً حول العلاقة الجغرافية والتاريخية من حولنا وعن موازين القوى في المنطقة وعن الدول العظمى والمنظومة الجديدة التي تتحكم في القوة الإقتصادية في الشرق الأوسط ، وعن تعديل محتمل للخارطة العربية الجديدة التي على وشك تغييرها ، وكأن مشكلتنا فقط حول المذهب .. والدين !
لا يوجد تفسير منطقي وعقلاني للعلاقة الإيرانية مع جيرانها في المنطقة ، وعلاقة الولايات المتحدة وروسيا والصين لهذه الإستراتيجية مع دولة مثل إيران ، فكل المؤشرات تقول أن موازين القوى في المنطقة بدأت تتغير ومصالح الدول أو العلاقات تبنى على التغيرات المناخية العسكرية والسياسية وعلى إقامت المصالح لكل دولة ، خصوصاً المتعلقة في منطقة الشرق الأوسط المتمركزة بإيران والعراق وسوريا والسعودية ، لا يمكن لأي دولة من هؤلاء أن يغفل أو يهمش لأن تلك الدول لها الدور الرئيسي في المعادلة ، ومن يعتقد أن بإستطاعته تهميشهم أو التقليل من أهميتهم فهو جاهل ولا يملك أبسط قواعد اللعبة ولا يمكن لأي عاقل أن يعتمد مبدأ السلام فيما بينهم فقط على الدين .. والمذهب ! 
طلب أوباما من دول المنطقة تقريب العلاقات العربية الإيرانية لكي لا تطرق طبول الحرب التي ستدمر جميع دول المنطقة ومنها أيضاً الولايات المتحدة الأمريكية لأنها ستكون أحد أطراف النزاع ومن ثم لن تترك روسيا والصين حليفتها إيران أن تواجه وحدها منفرده كل تلك الدول بل ستقف معها بالتعاون مع الصين والكثير من الدول التي ترى أن مصالحها مهددة !
لذا .. علينا أن نعي تماماً اللعبة السياسية وأن نترك القرارات والتحركات للقادة لأنهم أكثر إدراكاً بخطورة الوضع الإقليمي ، ولا ننجر خلف بعض أبواق الفتن هنا وهناك ، فالمرحلة المقبلة لا تقل خطورة أبداً عن الماضي القريب ، فالتغيرات التي حدثت في بعض الدول الديمقراطية العربية والخليجية وتكتيم بعض الأفواه لم تكن إلا للحفاظ على المنظومة العامة والإبتعاد عن التصريحات الصبيانة التي تثير أفكار الشباب لأمور هم لا يعلمونها ولا يعرفون خطورة الوضع الأقليمي الملتهب !
والله المستعان ...
عبدالرضا قمبر
 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=83551
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 09 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 14