 السجاد عالم عجيب غريب ، أسواقه خاصة ، خبراءه أكثر الانواع عرضة للتشكيك و الاعتراض من أصحاب الصنف ذاته ، ومن خارجه ، الكل يرغب به ويبحث عن الأفضل والأجود والأقدم وهذه الكلمة الاخيرة أيضا من غرائب السجاد فكلما كان السجاد أقدم كان أغلى ثمنا ، وكلما كثرت ألوانه وتأصلت ، زاد الطلب عليه و غلى ثمنه .
وفي بعض الاحيان أو بعض انواع السجاد الذي حاكته أنامل البشر كلما مر عليه الزمان ، و سحقته اقدام السنين ، يمنع بيعه من قبل المالكين أو حتى المهتم مهما كان ، لا يتحمل سعرها ، أو بالاحرى ليس لها ثمن ليتمكن من تقييمه .
فما بالك بسجادة حاكتها يد الله ( عز وجل) منذ الخليقة ، وتم تلوينها منذ 6000 الاف سنه ، بألوان حاولت كل عوامل التعرية الهمجية للبشر من إتلافها أو حرقها ولكن زاد وهجها ونورها وإشعاعها ، إنها سجادة إسمها العراق ، ندرة الاسم ، وعراقة الاسم ، وأصالة الالوان ، إنها الالوان التي تم تخميرها و استخلاصها خلال ستة ألاف سنة ( السومري والاكدي والبابلي والاشوري و الصابئي و اليهودي والمسيحي والمسلم ) من ( العرب والاكراد والتركمان والشبك والايزدي ) ، اليوم حرقتها أيادي و عقول ثلة من الذين ساهم أباءهم في إكتمال هذه السجادة ، وضحوا من أجلها بالغالي والنفيس ، المجرمون الذين حرقوا هذه السجادة من العرب والاكراد ، الذين باعوا ضمائرهم و أرضهم وعرضهم للقراصنة المتربصين بسجادة العراق ، ولكن كل غرزة وكل عقدة رفضت هذا البيع ، فبعد اليأس ممن يدعون الوطنية والوطن ومن كل الاحزاب دون استثناء فمن لم يشارك سكت و ساهم معهم ،
حرقوا هذه السجادة بنار الطائفية و الفقر و الحرمان ، قتلة مجرمين ، ومن هوان هذا الزمان أن تكون أغلى سجادة في العالم تحت أقدام هذه الشراذم التي تحكمت بها وباعتها قطعا فلما لم تنجح حرقتها بالطائفية و النتانة . |