هذا ظلام الشمس ما كان لي
وكان للفناء في كلّ شي
لم أدر ِ ما الفناء لكنّني
أنادم الفناء أدريه حي
**
أركض في غيبوبتي مثلما
تراكضت شجيرةٌ في السديم
فالدرب مكشوفٌ إلى خطوتي
كما لعيني تتجلّى النجوم
**
الطائر المحبوس في داخلي
أطلقته نحو الفضاء الفسيح
يعود في الدهر إلى سجنه
إن عاد يوماً للصليب المسيح
**
يا أيّها البحر الذي كالصدى
إنّي تخلّيت عن الشدو لك
فغرّد الآن كما تشتهي
واسطُ على النجم الذي في الفلك
**
إنّي أرى ما لا أرى واضحاً
وطلسمي بطلسمٍ أعتليه
لكنّما العالم يا حسرتي
لن يدرك القاع الذي صرت فيه
**
سينضج الأموات في موتهم
نضوج هذا البؤس في الأبتئاس
وتصرخ العتمة في نفسها
آت ٍ من النهار هذا النعاس
**
يا توأم الأموات دعني هنا
ألملمُ الحياة في شهقتي
إنّي تجرّدت إلى المنتهى
فاسمع زئير الطير في خلوتي
**
ستعكف الشمس على خطوتي
تلك التي يبحث عنها اليمام
ويعكف البحر على صيحتي
تلك التي توقظ كلّ النيام |