( المكان مدينة حل عليها البلاء فلم يزور اهلها الموت ابدا حتى تكاثروا وتناحروا )
( ينزل اثنين من الملائكه من السماء ويدخلون المدينة ليلا فيقطع عليهم حارس البوابة الطريق)
الحارس: من انتم ومن اين اتيتم وماوجهتكم
الاول : اسئلة تثير الرعب بنا وبك
الحارس : لا ترد على سؤالي بسؤال
الثاني : اراك تشرب خوفك وتترنح فزع
الحارس : فزعي موت... مولود ننتظر ان تنجبه خطوات الاتي تعبنا حياة تكررنا
الاول : وهل بقي اتي في مدينة تشكلت فزاعه تحومون حولها غربان فزعه
الحارس : دعك من سلخ الكلمات على مصطبة لسانك انصحكم ب عدم المبيت في تلك المدينه ف ربما تصابون بالعدوى
الثاني : نرتاح قليلا و نعاود رحلتنا في الصباح
الحارس : لا صباح في تلك المدينه لا صباح ..و ب دخولها لن تعثروا على نافذة للخروج
الاول : ماحكايتكم
الحارس : حلت علينا لعنة عدم الموت منذ سنين وهاهم الناس تكتض بهم المسافات و لن تجدا فسحة خطوه
( موسيقى )
الام : ربي انعم علينا بموت يسعدنا ويفسح لنا مجال للتنفس فقد ثكلنا بالحياة حتى الحروب القت برصاصاتها واستسلمت والقبور صارت مواقف للاحياء يصطفون بها كالباصات ينتظرون خبر مفرح ب موت احد ما
الولد : امي منذ سنين وانت على هذا الدعاء ولا استجابه لابد من انكم ارتكبتم وابلا من الخطيئة
الام : ياولدي الشيخ الكبير قبل سنين وفي ليلة ماطرة احتوتها العاصفه جاء رجل وامراة الى مدينتنا واتخذوا احدى البيوت ليبيتا فيه و يكملا سفرهما صباح اليوم التالي
الولد : نعم ولو انني منذ ولادتي لم ارى عابر سبيل او مسافر حل في القرية ضيف
الام : لكن اهل القريه رجال ونساء دخلوا عليهم خلسه واغتصبوهما وعذبوهما واعتدوا عليهما ولم يكتفوا بذلك بل شدوا وثاقهما وسحلوهما في شوارع المدينة واخيرا اشعلوا النار فيهما
الولد : لماذا لماذا كل هذا
الام : الارواح الشريره هي التي دفعتهم لفعلتهم تلك وشيطانهم ومن يومها ومكان البيت يئن ب رائحة وتجعل انفاس اهل القريه تسعل بالشر وحلت لعنة اسمها الخلود ف لم يمت احد في قريتنا رغم تزاد الولادات وتزاد الجوع والوجع والعطش والعذابات
الولد : مابال الموت لا ياتينا فانت ياامي قاربت المئتين عاما ونصف وانا مئة وخمسون وجدي اربعمائه لماذا
الام : كان لابد له من لعنة انت لا تعرف ماذا حصل ف جميع اهل القرية تناوبوا على اغتصاب المراة والرجل بالاعتداء عليهما وحرقهما
( موسيقى )
الاول : تلك مدينة اشرافها اشرار ومكاناتها تعج ب ب رائحة الشيطان
الثاني : ترى ماذا سيفعلون بنا وهل سيقدمون على فعلة شبيهه بما مضى
الاول : ( ينظر من النافذه ) تعال وانظر انهم يتجمعون حول البيت وبيدهم مشاعل النار
الثاني : لافرار منهم ولا فرار من انفسهم فهم مقيدون بشيطانهم
( ضرب قوي على الابواب والنوافذ واصوات وصراخ تدعوهم للخروج)
الاول : ( يصرخ ) لن نخرج دعوا احدكم يدخل الينا لنتفاوض
( يفتح الباب ويدخل الرجل )
الرجل : هيئوا انفسكم
الثاني : لماذا
الرجل : للمصير فقد دخلتم مدينة الصمت حيث لا غريب يدخل ولا غريب يخرج
الاول : ولكننا ضيوف ضيوفكم اهكذا يكرم الضيف
الرجل : ورثنا تلك العادة ممن سبقونا ولا دخل للقيم فيها او التقاليد
الثاني : هل تذكر
الرجل : ماذا
الاول : انت اجل انت هل تذكر
الرجل: اذكر ماذا
الثاني : انت اول من فتح باب البيت واغتصب المراة وزوجها
الرجل : كلهم فعلوا ذلك
الاول : كلهم كانوا انت او شبيه انت
الرجل : كانا يحملان الجمال اما قبحنا
الثاني : ورفعت فأسك بعدها وهويت بها على راسيهما
الرجل : كنت كنت اريد ان اخلصهما من الالم
الاول : اي الم الالم الذي يعتريك ام الذي يعتريهما
الرجل : ومالفرق
الثاني : شتان مابين الالمين
الرجل : اسمعا لم اتي اليكما كي تقدما لي الموعظه
الاول : اذن
الرجل : اذن هيئا نفسيكما للاغتصاب
الثاني : رغم تراكم السنين والكي الذي احرق عمركم لازلتم كما انتم حقراء حد انكم تتقيئوا حين تنظروا لانفسكم في المراة
الرجل : لاخلاص لكما ولا مفر ف دعا فلسفتكما الفارغه واخلعا ثياب خجلكما
الاول : ولماذا لا ترتدي انت ثياب الخجل كي تقي نفسك وفر السقوط
الرجل : ساخرج من البيت الان واخبرهم ب رفضكما الانصياع لاغتصابكما وبعدها سندخل ونعيد التاريخ في فعلة نتوق لتكرارها
( يخرج الرجل وتتعالى صيحات الغضب من الناس )
( اظلام في المكان مع دخول الناس الى البيت )
الرجل : اين هما اين هما كانا هنا ولا منفذ في المكان الا هذا الباب كيف اختفوا كيف
( موسيقى صاخبه تمثل صراع يتلوى الموجودين في حركات تعبيريه تنتهي ب جمود الحركه عندهم جميعا )
( يظهر الاول والثاني )
الاول : كتبت عليكم الان لعنة ان تكونوا جامدين كالتماثيل ولكن ارواحكم حياة لا يتحرك فيكم سوى اعينكم
( يخرج الاول والثاني من المكان مع صوت الموسيقى وخفوت الاضاءة ... اظلام ) |