 عند وصولك الى النجف الاشرف وتدخل ازقتها ومن هنا وهناك حتى تصل الى شارع الرسول ,هو الشارع المقابل لباب القبلة لمرقد الامام علي (ع) ,وفي منتصف الشارع ومنذ الصباح الباكر ترى الناس وقفوا في صف طويل فرحين لأنهم سوف يلتقون بحبيب قلوبهم رغم حرارة الجو في الصيف وبرودته في الشتاء,
يستوقفك المنظر ما هذا ؟وما يفعلون؟ وما ذا ينتظرون؟ والأسئلة تطول؟ حتى تصل الى احد الازقة وتسأل يقولون لك انه مكتب السيد السيستاني, لا تصاب بالذهول ,ولا تتعجب,
فأن الرجل لا يسكن في قصر, ولا يركب السيارات الفارهه ,ولا يأكل في مطاعم خمس نجوم, ولا يشتري الاثاث الإيطالي ولا يلبس ألحرير ولا يتنعم بالكهرباء الوطنية على الدوام , انه يعيش حياة الانسان العادي , لا تهمه الدنيا بل همه الوحيد كيف يعيش الناس اعزاء , لا يفكر اين يعين ابنه او احد اقاربه بل يفكر بالناس جميعا , يتألم كثيرا اذا حدث شئ ويتصدى لجميع الامور , حكمته جعلت من زعماء العالم يقفوا في بابه يستأذنون الدخول عليه , وعلمه جعل من العلماء مستقر عنده , وأخلاقه فاقت الوصف , تسلم عليه يدعو لك تودعه وهو مازال لسانه يتحرك بالدعاء والتوفيق والصلاح لمن يزوره , حفظ امة الرسول محمد صلى الله عليه واله بكلمات بعد ان عجز الجميع ان يقفوا لذلك , تكالبت عليه الاصوات النشاز وهو يتعامل معهم كما تعامل جده امير المؤمنين عليه السلام , يجلس في مكتبه وكأنه اسد العرين وعند التقرب اليه تجد قلبه لا يتحمل دمعة شخص يذرفها في حضرته, يلقبوه صمام الامان وهو الامان نفسه, لا يعرف اي انسان كيف يصفه عندما يراه لان الخجل من محياه يجبرك على عدم النظر في وجهه , عندما تلامس يده وكأنك وضعتها في سر من اسرار الله , في كل مره يدخل في امتحان حفظ العراق ويخرج منه بدرجة امتياز , قلبه ملاذ للخائفين وعقله يفكر بالجميع , اتعبه الزمن لكنه مازال يصد هجماته بعقله الكبير , جيشه افئدة الناس التي تهوى اليه , وصبره جعل من الصبر يركع عند قدميه , عند اعتاب عينيه تسقط كل المقامات , عمامته حفظت لنا العراق , خناجر الضيم تدك قلبه وهو يبتسم ويرسم الامل , من ذلك البيت القديم تخرج كلمات تهز القصور والعروش , بابه الصغيرة هدمت بوابات الظلم والجور, حتى لاذ فيه من كان يعاديه ,
نعم انه السيد علي الحسيني السيستاني |