انشغل "م.ح" بالبحث عن مكان يستظل فيه، مع اشتداد درجات الحرارة في ساعات الذروة، لكن في قاطع العمليات الذي يتواجد فيه "م.ح" من الصعب ان تجد ظلا، ليتمكن اخيرا من الاستلقاء تحت احدى العجلات العسكرية، لأخذ قسط من الراحة بعد أن تمكن مع عدد من رفاقه بصد هجوم لتنظيم "داعش" الإجرامي على القاطع.
"م.ح" ذو الـ25 عاما يقول في حديث لموقع "الحشد الشعبي" إن درجات الحرارة ترتفع بنسبة كبيرة مع حلول ساعات الضحى والظهيرة مقارنة بمراكز المدن والقرى نظرا للطبيعة الصحراوية الجافة التي تمتاز بها المناطق التي تقع فيها قواطع العمليات، "لكن الواجب المقدس والوطني الذي انيط بنا في مسك الأرض ومنع عودة داعش إليها يهون علينا ذلك"، يضيف المقاتل الشاب الذي ارتشف جرعات من ماء قنينة كانت مرمية بجانبه.
وبالقرب من "م.ح"، حرص "ك.ع" على ملازمة الساتر الترابي خشية ان يعاود عناصر "داعش" مهاجمة قاطعه، فيما كانت درجة الحرارة تجاوزت الـ52 درجة بحسب ما اظهرته الهواتف الذكية، لكنه آثر مع مقاتلين آخرين بالبقاء على السواتر الأمامية والتعرض مباشرة لاشعة الشمس حتى يتيقنوا من فرار القوة الداعشية المهاجمة بالكامل.
ويقول قائد ميداني في احدى فصائل الحشد الشعبي إن ارتفاع درجات الحرارة لم يؤثر على عزيمة المقاتلين في القيام بواجباتهم والمهام المكلفين بها. ويضيف في حديث لموقع "الحشد الشعبي"، إن المقاتلين الابطال استطاعوا التكيف مع درجات الحرارة وابتكروا عدة طرق في التغلب على درجات الحرارة.
ويشير القائد الميداني إلى أن مديريات الحشد الشعبي وضعت خطة لمساعدة ابطال الحشد الشعبي في ظل الظروف الجوية الحالية التي تمر بها البلاد خلال هذه الايام، والتي اضطرت معها الحكومة الى تعطيل الدوام ليومين متتالين.
وتشهد البلاد اسوأ موجة حر منذ ثلاثة عقود حيث تجاوزت درجات الحرارة خلال الساعات الماضية نصف درجة الغليان، فيما اصدرت وزارة الصحة تعليمات بعدم التعرض لاشعة الشمس مباشرة خصوصا في الفترة الممتدة من الساعة الـ11 صباحا وحتى الخامسة عصرا.
وأعلنت الامانة لمجلس الوزراء امس الثلاثاء تعطيل الداوم الرسمي ليومي الاربعاء والخميس بعد إعلان الهيئة العامة للانواء الجوية بأن درجات الحرارة ستتجاوز نصف درجة الغليان خلال هذين اليومين. |