يا واهبي أشعةً فوق التقنُّعية.. عِمتَ نصراً
قد صارت لديَّ عيون هجينة .. لا تتسعُ لوجهي .
المجدُ لمخالب القطط الدؤوبة وهي تبحثُ لها عن أوطان في خوائي الرحيب
لك العُقبى وأنتَ توقد غياهب أقمار منـزوعة النور.. كي اُبصر السفن
التي أغرقتُ يوماً في بحر ملأتـُهُ بالثقوب بمسدس ماء حتى نفد .
إياك أعني.. أيها الضالع بالتقريع والنسيان المؤبّد ..
لقد نظرتُ في المرآة .. أبصرتُ تاجاً من قشٍ والمرابطون زرازير عمياء .
لقد حدَّقتُ في المرآة ، رأيتُ الأميرة جثةً في مشفى الجنون
الجميع موقن إنها له .. والجميع مختصمون ، فأين كنتَ .. فاتتك القسمة .
لقد أمعنتُ النظر طويلاً في المرآة .. رأيتُ حزيران يبتسم
غشتينانا(1) تهاتفُ أنتيغوني(2) .. وبرامكة مزهوون .
فلك المرحى ومكيالُ طمأنينة فقد عثرتُ عليها :
بدونية : لم تعرف طعم الأرجوحة والقفز
لم تهتُف لقامة طويلة : أبي
قلبها يدق بانتظام رتيب : بلا.. بلا
سقطت عنها الذاكرة من كثرةِ ما امتلأت فراغاً
انسَحبَت عنها جموع الكلمات فاستكانت بلا لغة تومئ لي : ( أنا : هي ) .
مثل كل أعمى يخشى على عينيه من أعدائه ( أبصرتُ ) ولكني أتكتمَّ .
يا مُغدِقاَ عطايا الضوء .. لم يبقَ عندي ما أخفي به
قِطعان الرؤى المعلقة شنقاً بأهدابي
سلامٌ على سيوف صوتك وهي ترقص التانغو بأوصالي
طبت قسوة : أروع
إنه الجرس .. أخيراً
إنتهى الدرس .
الهوامش
(1) غشتينانا ( Geshtinanna) : في الأساطير السومرية هي شقيقة تموزي ، تعمل في دولة الآلهة كاتبة ومغنية ومفسرة أحلام ، تفتدي أخاها حين تقرر الآلهة هبوطه إلى العالم السفلي .
(2) أنتيغوني ( Antigone) : بطلة مسرحية لـ (سوفوكليس) تحمل العنوان نفسه وهي التي تحدت إرادة الملك (كريون) وذلك بدفنها جثة شقيقها ( بولينيسس ) معرضة نفسها بعملها ذاك لعقوبة الموت .
|