إننا نعيش نهاية الزمان وكل ما نراه من تقدم علمي و عسكري ما هو الا وصب ستهلك بها البشرية . هؤلاء الذين يسمون انفسهم احرار العالم يسعون الى تدمير الحياة على كوكب الأرض بدعوة المصلحة الخاصة للوطن غير مبالين بباقي شركائهم في هذا الكوكب . وهناك دلائل تشير الى ذلك فقد أعلنت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية عن نشرهما لنظام "ثاد" الصاروخي في كوريا الجنوبية على الرغم من معارضة شديدة له من الدول المعنية بما فيها الصين .
هذا وأعربت الصين عن استيائها الشديد ومعارضتها الحازمة لهذا النشر، قائلة إن نشر الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية لنظام "ثاد" الصاروخي لا يساعد على تحقيق مبدأ نزع السلاح النووي بشبه الجزيرة الكورية، ولا يفضي إلى الحفاظ على السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية، كما يتعارض مع جهود الأطراف المعنية لحل القضايا عن طريق التشاور، وسيضر بالمصالح الأمنية الاستراتيجية لدول المنطقة بما فيها الصين وكذا بالتوازن الاستراتيجي الإقليمي. وقد حثت الصين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية على وقف عملية نشر نظام "ثاد" الصاروخي وعدم اتخاذ إجراءات من شأنها أن تؤزم من الوضع أكثر وعدم القيام بما يضر بالمصالح الأمنية الاستراتيجية للصين .في هذا الصدد قال : المتحدث باسم وزارة الخارجية لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية " ... وبلغ جنون الولايات المتحدة في سياستها العدائية المغلوطة تاريخيا تجاه كوريا والسعي وراء استراتيجيتها الخيالية المخجلة للهيمنة على العالم، بلغ حدا للشروع في تحويل شبه الجزيرة الكورية إلي ساحة للحرب النووية الحرارية، ومن خلالها، تحاول تحقيق استراتيجيتها العدوانية في آسيا والمحيط الهادي على قدم وساق .
كان القرار الرسمي للولايات المتحدة بنشر نطام الدفاع الصاروخي في أعالي السماء "ثاد" في جنوبي كوريا هو الآخر يأتي في نفس السياق. الحقيقة الواضحة تماما هي أن أمريكا و منذ نشأتها تعيش في حالة حرب للدفاع عن مصالحها . التاريخ الأمريكي الحديث زاخر بالحروب منها حصريا " الحرب الكورية ، الحرب الفيتنامية ، حرب الخليج ، الحرب على الإرهاب " . في هذا الصدد قال : منير العكش الباحث في علوم الإنسانيات في كتابه – أمريكا والإبادة الجماعية ، أن الإمبراطورية الأمريكية قامت على الدماء وبنيت على جماجم البشر . هذا معناه أن أمريكا بعد نهاية الحرب في الشرق الأوسط
ستتجه الى حروب اخرى واعتقد أنها ستكون في كوريا، لكن
ذلك لن يكون سهلا ومن الممكن أن يؤدي ذلك الى حرب عالمية ثالثة !! ورأسها يطل علينا من كوريا الشمالية وان إعلان إدارة اوباما على بداية نشر " ثاد " هو بداية لهذه الحرب ،ولا مفر أبدا من هذه الحرب التي أخذت ضربات طبولها تتسارع هنا وهناك ،فمن يستطيع وقف هذه الحرب إن حدثت ،وخاصة إذا كانت حربا نووية غير تقليدية ،إنها آخر حروب أمريكا في العالم . المدهش في الأمر هو أن وجود أمريكا كقوة وحيدة في العالم يعني أنها في حاجة إلى اعداء حقيقيين أو مفترضين لكي تصرف أزماتها إلى الخارج .