احيانآ دلالات المكان ورمزيتة تكون معبرة بشكل واضح واضح عن واقع الحال . لعل هذا ماتبادر الى ذهني وانا اقترب من مبنى مجلس محافظة واسط الجديد فبعد ان احرقت الجماهير مبنى المجلس القديم في خطوة احتجاجية انتقلت بناية المجلس الى موقعها الجديد في شارع النسيج بقرار من اعضاء مجلس المحافظة وقد احيط مبنى المجلس الجديد بكتل كونكريتية عالية من جميع الجهات وهذا يعني ان المجلس الموقر قد اخذ الاحتياطات من احتمالية حدوث تظاهرات جديدة واحتمالية تكرار ماحدث اضافة الى ان المجلس عزل نفسة عن جماهير المحافظة .وفي خطوة تذكرنا بمانشاهدة في القنوات الفضائية من تصرفات للجيش الاسرائيلي .نشاهد ونحن نقترب من بناية مجلس المحافظة مجموعة من رجال الشرطة يرتدون الزي الرسمي ويعتلون سطح البناية في حالة استنفار قصوى وهم يوجهون فوهات البنادق بأتجاة المواطنين والسيارات التي تسلك طريق شارع النسيج واذ نلاحظ شارع النسيج وهو الشارع الرئيسي في مدينة الكوت وشارع استراتيجي يربط طريق بغداد كوت ميسان من اتجاة مفرق العمارة من جهة الشمال بطريق الكوت الناصرية مرورآ بجسر الانوار وتتخلل الشارع مجموعة من الدوائر المهمة منها المحكمة والزراعة ومديرية الشباب ومديرية بلدية واسط وكذالك بناية معمل نسيج الكوت ومجموعة من دور المواطنين وبعدها دائرة الصحة في المحافظة .. اذا دققنا النظر في هذا الشارع نعرف حجم مأساة سوء الخدمات التي تعيشها المحافظة وسوء الاعمار حيث تنتشر الحفر في الشارع والازدحام

على اشدة بسبب التأخير الحاصل في عملية اعادة تأهيل الشارع حيث تمت احالة مقاولة تأهيل الشارع الى عدة مقاولين فشلوا في انجاز العمل لأن الاحالة تمت لهم ليس على اساس المهنية والقدرة على انجاز العمل بل بسبب التدخلات خلف الكواليس والنتيجة التي وصلنا اليها انة رغم انقضاء عدة سنوات لازال العمل قيد الانجاز ولازال المواطن يعاني ..

ان مجلس محافظة واسط والذي يعمل اليوم على اعادة تأهيل البناية القديمة التي احرقت على يد الجماهير والتي غادرها اعضاءة مكرهين يتناسى اعضاء مجلس المحافظة حقيقتين مهمتين الاولى ان البناية القديمة احرقت لأن الجماهير كانت تنظر اليها على انها رمز من رموز الطغيان والفساد وبالتالي فأن اعادة تأهيل تلك البناية فية جرح لمشاعر المواطنين وتحدي صارخ لمشاعر المواطنين في المحافظة والحقيقة الثانية التي يحاول اعضاء المجلس تجاهلها هي طبيعة البناية القديمة فهي شيدت على انقاض بناية تابعة لحزب البعث فهنا المكان يشير الى استمرارية نهج القمع والفساد كما ان البناية شيدت بأموال امريكية ربما لتعطي انطباع بأن كل مايجري يجري في بناء شيد بمال امريكي وبتصميم من مكتب هندسي امريكي وعلى شكل يقارب نجمة داوود الاسرائيلية لتكتمل المعادلة ويعطي المكان الانطباع المطلوب . حيث بداءت فكرة تشيد المجلس ايام مجلس المحافظة الاول المسمى المجلس الدستوري حيث اشار رئيس المجلس المقرب من الحاكم الامريكي ومن احزاب السلطة بسبب سياسة تبادل المنافع واحالة المقاولات وسرقة المال العام الى موافقة ابناء المحافظة على تشيد هذة البناية من قبل الجهة المشيدة . الغريب في الموضوع ان الجميع بارك ان تكون بناية مجلس المحافظة على شاكلة نجمة داوود . فهل اصبح مجلس محافظتنا اسرائيلي ....