عَن التوثيق ِ ، و الخائفين ِ و المنسحبين َ و اليائسينَ ...
تمرُ عَلينا هذهِ الايام الذكرى السنوية ُ الأولى لانطلاقة ِ إعلانِ قاف (قفْ أمام َ الفساد ِ).
في هذه ِالذكرى لا نُريدُ أن نَستعرضَ النجاحات ِالتي حَققها قاف، كما يفعل ُالآخرون َ في الذكرى السَنوية ِ لانطلاق ِمَشاريعهم ُ، بل نُريدُ أن نذكّرَ بِحقائق َ أشَرنا إليها في الإعلان ِ التاسيسي وبَدت ْمفاعليُها تظهرُ تِباعا ً.
بداية ً لابد ّ من التذكير ِ ببعض ِ الأُسس ِ التي قام َعليها قافُ:-
1. التوثيقُ ، بمعنى البحث ِ عن أدلة ٍ مادية ٍصالحة ٍ لإثبات ِ واقعة ِ الفساد ِ أمام َ أيِّ مَحكمة ٍ عادلةٍ ، لا السير ُ وَراء َ الإشاعات ِ مهما كانت ْ قوية ً.
2. عَدم ُ التبعية ِ لأي ِ جهة ٍ رسمية ٍ أو غيرِ رسمية ٍ، وبالتالي عدم ُ إستثناء ِ أي َّ فرد ٍ أو نوع ٍ أو شريحة ٍ منَ الفاسدين َ، مَهما كان َدينُهم ، أو مذهبهُم أو عرقهُم ، أو حزبُهم ، أو عشيرتُهم ، أو موقعُهم الإجتماعيُّ ، أو السياسي ُّ ، أو الدينيُّ.
3. أن التوقيع َعلى قاف لا يُزكّي من يوقّع ُ عليه ِ، وبِالتالي فقدْ يُصبح ُ مُستهدفاً لِقاف ، إذا أثبتت الوثائق ُ فسادَهُ.
هذا يَعني أنَ َمُهمة َقاف في كَشف ِالفساد ِ ليست مُهمة ً سريعة ً، ولا سَهلة ً، ولا حتى خالية ً مِن المَخاطر ِ على القائمين َعليها ، أو المُشاركين َ فيها، ولذلك شهِدنا بَعض َ الإنسحابات ِ من ْ التعاونِ مع قاف ، من قِبلِ أشخاص ٍ كانوا قد أعْربوا عن إستعدادِهم لدعم ِإعلان ِ قاف ، ووقّعوا عَليه.
تَنوعت أسبابُ إنسحاب ِ المُنسحبين بَينَ خائف ٍ مِن إنتقام ِ الفاسدين َ، وبينَ خائفٍ على نَفسه ِ من نتائج ِ عمل ِ قاف، وبينَ يائس ٍ من وُصول ِ قاف إلى أيّ ِنتيجة ٍ في مكافحة ِالفسادِ.
الخائفون َ من انتقام ِالفاسدين : إمتنعوا عنْ تزويدِ قاف بما وَقع َ في أيديهم ُمن وثائق َ، لأن كشفـَها يعني كشف َ ظُهورِهم ُ للفاسدين َ ، وتعرضَهم للانتقام ِ. لهؤلاء ِ نقول ُ: نحن ُ مُلتزمون َ معَ الجميع ِ بِعدم ِ كشف ِ مَصادرِ الوثائق ِالتي تَصلنا، ونَلتزم ُ – إضافة ً إلى ذلك َ، وعند َ الطلب ِ- بعدم ِالكشف ِ عن نَفس ِ الوثيقة ِ ، أو التلويح ِ بِها ، إلى أن نَتلقى إشعاراً مِن الذي بَعثها لنا بَزوال ِ الخَطرِ عنهُ.
أما الخائفون َ من نتائج ِ عمل ِ قاف، فنتفهّم ُ مَوقِفـَهم، ونعتبره ُ مُؤشرا ً مُستقبليا ً على نَجاح ِ المشروع ِ، فالمَجسات ُ التي يَملكها هؤلاء حَساسة ٌ جِداً، وقدْ انسحبوا بعد أن شاهدوا مُؤشرات ِ النجاح ِ المستقبليةِ .
أما اليائسون َ مِن وُصول ِ قاف إلى أيِّ نتيجة ٍ فيستحقون َ إهتماماً خاصاً ، ولا بُد َ أن نُوضح َ لهم الحقيقة َ التالية َ:
إن مُهمة َ قاف هي كَشف ُ الفساد ِ وتوثيقه ِ، وتَنظيمِ ُ ملفاته ِ وَتكييفِها قانونيا ً، والبحث ُ عن الوسائل ِ والطُرق ِ لمحكافحته ِ ، واسترداد ُ أموال ِالشعب ِ المسروقة ِ ومعاقبة ُ الفاسدين َ...وهي مُهمة ٌ تختلف ُعن كَشف ِ سَرِقة ِ بيت ٍ ، أو مَحل ٍ بجهود ِ مركز ِ الشرطة، وتقديم السّارق ِالى محكمة ِ القضاء ِ ، أو الناحية ِ، لاسترداد ِالمسروقات ِ ، وإيداع ِ السارق ِ السِجن َ...إن عَمل َ قاف هُو اكتشاف ُ سَرقة ِ الثروة ِ الوطنية ِ لشعب ٍ كامل ٍ خلال أكثر ِ من عَقد ٍ من الزمن ِ ، بِواسطة ِ مَجموعة ِ عِصابات ٍ مختلفة ٍ على الحُصص ِ ، متفقة ًعلى التَستر ِ على بَعضِها، وهي تُمسك ُ السلطة َبكل ِ مَفاصلِها وتشكّلُ الدولة َ العميقة َ التي لنْ تَتغيرَ بِتغيرِ الحُكومة ِ والبرلمان ِ والقضاءِ، وهذه العصابات ُ لها القدرة ُ على سَرقة ِ بَعير ٍ منَ الشارع ِ في وضح ِ النهارِ، أمام َ الناس ِدون َ أن يتمكن َ أحَد ٌ مِن إثبات ِ السَرقة ِ.
هكذا مهة ٌ تتطلب ُ أولاً تَعاون َ الجَميعِ ِ، وتَتطلب ُ ثانياً الصَّبر َ. وهيَ على مُستوى مُحاكمة ِمجرمي الحروب ِ العالمية ِ، والمُتهمين َ بالإبادة ِ الجماعية ِ، أوالجرائم ِ ضِد َ الإنسانية ِ. هكذا مُحاكمات ٌ تتطلب ُ زَمناً طويلا ً وصَبرا ً جميلا ً.
في مُحاكمة ِالمُجرمين َ الذين سَرقوا ثروة َ الشعب ِ العراقي ِ يَقف ُ قاف في مَوقِع ِ المُدعيٍ ّ العامّ ِ ويَنتظر ُ من َ الجَميع ِ أن يَقوموا بِدور ِ الشهود ِ لا دَور ِ المتفرجين َ .
الدكتور صاحب الحكيم المنسق العام لقاف
حزيران 2016
شهر رمضان المبارك 1437
رابط موقع قاف 1 :
https://www.facebook.com/Qaaff/?fref=ts |