بني عد لي من العشرة إلى العشرين؟
الطفل.. عشرة..
أحد عشر.. إثنى عشر..
ثلاثة عشر.. فخنقته العبرة
ثم قال أربعة عشر..
فلما أراد أن ينطق خمسة عشر..
أجهش بالبكاء عالياًً
الأب.. بني ما الأمر..
ما الذي أصابك..
الطفل رأيت شباب بعمر الزهور..
يحظنهم القاسم إبن الحسن
وكل واحد منهم يقول..
يا إبن رسول الله ..
قتلني البعثي فلان..
قتلني الداعشي فلان..
حاول أن يكمل العد..
والدموع تفيض على خده..
ستة عشر.. سبعة عشر..
حتى قال ثمانية عشر..
أغمى عليه..
فلما آفاق سأله أبيه
بني ماذا رأيت..
قال: رأيت شباب..
أحرقت النار ثيابهم..
يقطفون من ثمار الجنة
وقت السحور..
والملائكة وأنبياء الله ..
مشغولة..
فذاك يطفيء النار..
وآخر يقبله..
وآخر يمسح الدموع عنه
لفراق أمه وأبيه..
وآخر يزفه للحور العين..
وأخر يلبسه الحرير والإستبرق
قلت يا ملائكة ربي
من هؤلاء..
فبكى من في السماء ثم قالوا:
هؤلاء المقتولين غدراً..
هؤلاء المحروقين ظلماً..
هؤلاء أحباب الحسين..
إتخذوا من الكرادة المقدسة.
بحسينياتها وكنائسها ومساجدها..
سكناً وتجارة لهم..
أحرقوهم الدواعش في رمضان..
ظلماً وعدوانا..
ثم قال يا أبي أبشر:
فإني رأيت أناساً ..
كالشياطين ..
مكبلين بالسلاسل
تسحلهم الملائكة سحلاً..
يلعنهم سكان الأرض والسماء..
وإذا برسول الله يقول لهم..
يا عبدة الجبابرة الطغاة..
أيها الدواعش الغزاة..
قتلتم أطفالاً كالزهور..
وفجرتم المساجد..
وهدمتم القبور..
فلستم من أمتي..
أنتم شر خلق الله..
لن تدخلوا جنان الله..
إلى جهنم ..
إلى جهنم وبئس المصير..
........................................
لن أنساكم يا شهداء الكرادة..
ما بقيت..
وبقي الليل والنهار
|