ليكن هذا المبنى الماثل في وسط الكرادة رمزا تذكاريا خالدا يحكي للأجيال فاجعة المجزرة التي ارتكبتها الوهابية الداعشية في القرن الحادي والعشرين بحق الأبرياء من الأطفال والنساء والشيب والشباب. يجب ان لا يمس الدمار والخراب الذي حل بالمكان ليبقى وصمة عار بوجه الداعمين لهذا الفكر الضال وشاهدا على مدى وحشيتهم وحقدهم الدفين عبر التاريخ. هذا النصب التذكاري لابد ان يطرز بذكريات وحكايات الشهداء وان تتزين جدرانه بصور المفجوعين والثكالى. لا بد ان يشاهد العالم حجم المأساة التي لحقت بهذا الشعب والدمار الشامل الذي عم المكان. ليكن نصبا تذكاريا يروي للأجيال تراجيديا العراقيين الواقعية الماثلة على ارض الحزن والاشجان. ليعرف العالم سبب التصاق الحزن والشجن بالروح العراقية في مختلف الازمان.
واذا كانت هناك مجازر لطخت وجه التاريخ بعارها وطويت صفحاتها فاصبحت ذكرى تتداولها الالسن فلتبق هذه المجزرة شاهد عيان يذكر الإنسانية في كل لحظة بجرائم الفكر الوهابي الداعشي على مدى التاريخ. هذا النصب الخالد وصورته الماثلة امام اعين العالم سيمثل طعنة غائرة في قلب الإرهاب والإرهابيين مذكرا إياهم بوحشية جرائمهم ربما يصحو جيل منهم في يوم ما ويعترف بضلاله واجرامه.
هذا النصب الماثل سيكون سجلا حافلا بالذكريات المؤلمة في الاف الصفحات التي سيقرؤها الملايين من البشر، ولسانا ناطقا يعبر عن مأساة المئات من الفواجع والمجازر التي ارتكبها الارهابيون بحق الأبرياء. فلا تزيلوا علامات الدمار ولا تلملموا اشلاءه المبعثرة، ليبق اللون الأسود طاغيا على أجواء المكان ليدرك العالم سبب حزنكم الابدي ولتبق الجدران الملطخة بدماء الشهداء نازفة بالأحمر القاني عبقة تملأ ارجاء المكان، ليعرف العالم حجم القربان الذي يدفعه العراقيون على مدى الازمان.
لنجعل من بانوراما الحزن والمأساة في الكرادة متحفا ومزارا شاهدا على جرائم الوحوش بحق الأبرياء ومسرحا يروي قصصا حزينة للأجيال. واذا لم تستطع الحكومة ومؤسساتها الأمنية في حفظ هذا المكان عندما كان يعج بالمرح والفرح والابتهاج فلتحافظ عليه بوصفه رمزا يجسد ذكريات الذين ذهبوا ومنارا يروي حكاياتهم الحزينة. |