• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : قضية راي عام .
                    • الموضوع : الحشد الشعبي هو الشعب العراقي .

الحشد الشعبي هو الشعب العراقي

 المراقبون للمشهد السياسي العراقي يتلمسون حالة من العنفوان يعيشها العراقيون ولاول مرة منذ عام 2003 ، خلقها انتصارهم الكبير على عصابات “داعش” في الفلوجة ، بل هذا الانتصار خلق ايضا ارضية صلبة يمكن ان يبني عليها العراقيون عراقهم الجديد ، الذي كان مهددا قبل هذا الانتصار بالتقسيم.

هذه الحالة العراقية جعلت محبي الشعب العراقي يأملون ان يفتح انتصار الفلوجة ، الذي صنعه العراقيون بمختلف انتماءاتهم المذهبية والدينية والقومية ، صفحة جديدة يعيدون خلالها تعزيز بناء لحمتهم الوطنية ، التي تجلت باروع صورها في التلاحم الذي ظهر بين الجيش وقوات الامن والحشد الشعبي والحشد العشائري ، وكان رمزا للانتصار التاريخي على “الدواعش” والجهات الاقليمية والدولية الممولة والداعمة لها.
انتصار الفلوجة وبشهادة كل الجهات الحيادية العراقية والاقليمية والدولية ، هو اكبر انتصار يتحقق في المنطقة على “داعش” ، وهذا الانتصار كان على يد عراقية خالصة ، وهو انتصار لا يمكن التقليل من شأنه ، ويكفي ان نعرف ان الفلوجة عندما سيطرت عليها “القاعدة” عام 2004 ،  لم تتمكن القوات الامريكية من استعادتها الا بشق الانفس وتقديم خسائر كبيرة ، رغم كل الامكانيات الضخمة التي كانت بحوزة الجيش الامريكي.
بعد انتصار الفلوجة ، بدات التحضيرات تجري على قدم وساق من اجل تحرير الموصل ، وبالتالي انقاذ العراق من شر “داعش” والفتنة الطائفية ، ودفن مؤامرة تقسيم العراق والى الابد ، وقد بانت نتيجة معركة الموصل من الان ، بعد الانتصارات التي حققها العراقيون وهم في طريقهم الى الموصل.
للاسف الشديد ان الانتصار العراقي على “داعش” في الفلوجة والذي كان من المفترض ان يكون انتصارا لجميع الدول والشعوب التي ابتليت ب”داعش” ، يبدو انه لم يرق للبعض ، حيث شاهدنا ان بعض الدول والجهات حاولت تعكير صفو هذا الانتصار ، لخلق حالة من الاحباط بين العراقيين ، عبر هجمة سياسية واعلامية ضخمة غير مسبوقة ، استهدفت رمز الانتصار العراقي ، وهو الحشد الشعبي ، وقد وصلت هذه الهجمة غير المألوفة الى حد التصريح وبشكل علني من قبل مسؤولين كبار في تلك الدول ، عندما دعوا الى “حل وتفكيك” الحشد الشعبي.
المراقبون للمشهد العراقي يرون في هذه الهجمة العنيفة والمتواصلة ، على الحشد الشعبي ، وفي هذا التوقيت بالذات ، بانها محاولة مكشوفة لوضع العراقيل امام العراقيين ، لمنعهم من تحرير الموصل ، بعد فشلهم في الحيلولة دون انقاذ “داعش” واخواتها في الفلوجة.
طريقة اداء الماكنة الاعلامية الضخمة التي تتحرك هذه الايام للنيل من الحشد الشعبي ، تكشف حجم الغضب الذي يتفجر في صدور الجهات الداعمة ل”داعش” في العراق ، بعد انتصار الفلوجة ، كما يمكن ان ندرك ، من حالة الغضب تلك ، اهمية دور الحشد الشعبي في افشال المؤامرة المعقدة التي كانت تستهدف العراق كوجود ، وهو ما يؤكد ان العراقيين على الطريق الصحيح ، لذا لابد من يردوا على هذه الهجمة الشرسة التي تستهدف الحشد الشعبي ، من خلال الالتفاف اكثر حول هذا الحشد ، وتقديم كل العون له ، من اجل تحقيق الانتصار الكبير في الموصل.
رد العراقيون ، سنتهم قبل شيعتهم ، على الهجمة التي تستهدف الحشد الشعبي ، بعد ان عرفوا ان الهدف منها هو وقف الزحف العراقي نحو الموصل وتحريرها من عصابات “داعش” ، ففي يوم الجمعة 1 تموز / يوليو اقيمت اول صلاة جمعة موحدة بعد التحرير في  جامع عبد العزيز السامرائي بمنطقة حي نزال وسط الفلوجة،بإمامة رئيس الوقف السني عبداللطيف الهميم و بحضور القيادات الأمنية والعشائرية وعلماء الدين والمسؤولين ومدراء الدوائر ، فيما اكد رئيس مجلس الانبار صباح كرحوت، أن الفلوجة لبست ثوب التحرير وأن نازحي المدينة سيعودون الى مناطقهم بعد عيد الفطر المبارك.
اما المتحدث باسم مقاتلي عشائر محافظة الانبار غسان العيثاوي فقد اكد ان الحشد الشعبي هيئة حكومية ورسمية يحق لها المشاركة في كافة العمليات العسكرية لتحرير الأرض العراقية من إرهاب “داعش”، منوها بالدور الكبير للحشد في عمليات الفلوجة.
بنفس القوة التي ادخل انتصار الفلوجة ، الثقة بالنفس والايمان بالعراق الواحد والشعور الوطني ، في قلوب العراقيين ، وجعلهم اكثر املا بالمستقبل ، ادخل في الوقت نفسه الرعب والاحباط ، في قلوب اعداء العراق ، وجعلهم اكثر تشاؤما بالمستقبل ، فانتصار الفلوجة سيعجل في تحرير الموصل ، بمشاركة الحشد الشعبي الوليد المبارك لفتوى “الجهاد الكفائي” لسماحة السيد السيستاني ، الذي لم يوقف زحف “الدواعش” صوب بغداد فحسب ، بل سيطهر ارض العراق ليس من “الدواعش” فقط بل من كل تكفيري اندس في غفلة من الزمن بين العراقيين ، وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي على حق عندما قال : “الاساءة للحشد الشعبي اساءة لكل العراقيين” ، فالحشد الشعبي هو الشعب العراقي من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه.
 
 
المصدر : شفقنا العربي 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=80404
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 07 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13