• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : سما بكِ الشعرُ يا نجفُ .
                          • الكاتب : رزاق عزيز مسلم الحسيني .

سما بكِ الشعرُ يا نجفُ

 سما بكِ الشعرُ فالألفاظُ ترتشفُ 

حبّاً يجلُّ عَنِ التوصيفِ يا نجفُ
 
يا قبلةَ العلم والأمجادُ بردتُها
على جبينكِ شعَّ العزُّ والشرفُ
 
فأرضُكِ الطهرُ قد فازتْ بلؤلؤةٍ
سمتْ بها شرفاً لأنَّكِ الصدفُ
 
من قبةِ الدِّينِ يبقى النورُ مؤتلقاً
مدى الزمانِ ويأبى اللهُ ينكسفُ
 
نورُ الوصيِّ بهِ الظلماتُ قد كُشفتْ
عنِ البريّةِ وانجابتْ بهِ السُدُفُ   
 
قُلْ للذي لامنا في حبِّ حيدرةٍ
هل يستوي الدرُّ في عينيكَ والخزفُ
 
نبقى مدى الدهرِ نشدو باسمهِ كلفاً
حتى بأصلابنا تشدو بهِ النُّطَفُ
 
نفسُ النبيِّ فهل نفسٌ تقاربُهُا
بالزهدِ والعلم والإيمانِ تتّصفُ
 
أهوى عليّاً وأهوى مَنْ يماثلني
في حبّهِ مؤمنٌ للحقِّ ينتصفُ
 
أحبُّهُ في الورى قد كانَ معجزةً
كمثلهِ بطلاً في الحربِ ما عرفوا
 
 كالطودِ ثبْتاً وفي سوحِ الوغى أسدٌ
تعنو الكماةُ له خوفاً وترتجفُ
 
 ليثٌ يصولُ على الأعداءِ منفرداً
عنه الصناديدُ كالأغنامِ تنصرفُ
 
سيفٌ مِنَ اللَّهِ ذو الفقّارِ منصلتٌ
على رؤوسِ الخنا، ما شاء يقتَطفُ
 
ظلّتْ تهابُ جيوشُ البغي مضربَهُ
في كلِّ معركةٍ بالنصرِ يلتحفُ
 
أُحبُّهُ فارساً ما خابَ نادبُهُ
بسيفهِ الكربُ السوداءُ تنكشفُ
 
فُضلى شمائلهُ بالصبرِ ملتفعٌ
بالحقِّ معصوصبٌ بالزهدِ مُلتحفُ
 
أحبُّهُ منبعاً كالسحرِ منطقُهُ
عذبَ البيانِ مع القرآنِ يأتلفُ
 
أحبُّهُ صادقاً للهِ منقطعاً
مِنْهُ المدامعُ في جوفِ الدجى تكفُ
 
دانتْ لَهُ فزعاً غلفُ القلوب معاً
إذا انبرى ارتعبتْ وانتابها الوجفُ
 
ما دارَ ظهرهُ للأعداءِ منهزما
كالسهمِ مندفعاً في وجهِ مَنْ زحفوا
 
أهوى عدالتَهُ في النَّاسِ قاطبةً
كانتْ مثالاً فلا حيْفٌ ولا جَنَفُ
 
أحبُّهُ زاهداً للهِ مرتقباً
جشْبَ الطعامِ فلا بذُخٌ ولا سرفُ
 
ما كان يعبأُ بالدنيا وفتنتها
ما الحكمُ عِنْدَهُ ؟مالاموالُ ؟ ما الترفُ؟
 
قد باعَ دنياهُ وابتاعَ الجنانَ بها
والادعياءُ بها في اللهو قد شُغفوا
 
فيها اللذائذُ أصنافٌ منوّعةٌ
مثلُ الدنانيرِ للأبصارِ تختطفُ
 
كهفُ اليتامى ملاذُ العائذين بهِ  
إنّي بحبّهِ للرحمان ازدلفُ
 
أحبُّ سيرَتَهُ البيضاءَ زاخرةً
بالصدقِ والعدلِ قد ضاءتْ بها الصُحُفُ
 
هو الامام الذي للموتِ أعشقُهُ
من شهدِ حبِّهِ طولَ العمر أرتشفُ
 
فحبُّهُ جُنَّةً من كلِّ نائبةٍ
وحبُّهُ شرفٌ ما بعدهُ شرفُ
 
حبٌّ بهِ تغتدي الأرواحُ ساميةً 
وظلمةُ الشكِ تُجلى عَنْها والسُجُفُ
 
حبٌّ بهِ يرتقي الإنسانُ منزلةً
لانّهُ الخُلُقُ البنّاءُ واللُطُفُ
 
حبٌّ بهِ تَصبحُ الدُّنْيَا مُسالمةً
بالعدلِ تزهو فلا قتلّ ولاعُنُفُ
 
وهو الامامُ الذي أرجو شفاعتَهُ
فهو القسيمُ لنا في الحشر إذْ نقفُ
 
إنّي لأعجبُ من طغيانِ أمتنا
بحبِّهِ انقسمتْ أو فيه تختلفُ
 
لو أنّها عرفتْ قدرَ الذي بغضتْ
لما استبدَّ بها الجورُ والعسفُ
 
كم حاولتْ سفهاً تطوي مآثرهُ
فآبتِ القهقرى ، يُزري بها الصلفُ
 
يا أُمَّةً عميتْ من فرطُ ظلمتها
بالدّرِّ تُزري ويغلو عندها الحشفُ
 
يا ويلها زهدتْ في قدرِ سيِّدِها
للآنَ لمّا تزلْ حمقاءَ تعتسفُ
 
فحبُّهُ الدينُ أصلٌ من عقائدهِ
مَنْ حادَ عَنْهُ ،عَنِ الإسلامِ منحرفُ
 
مَنْ كان يهواهُ يهوى اللَّهَ مُعتقداً
ومن يعاديهِ ضلّيلُ الهدى نَطِفُ
 
بلْ لَمْ يكنْ مؤمناً منْ كانَ يبغضُهُ
وهو المنافقُ بينَ النَّاسِ ينكشفُ
 
قد كانَ مُعجزةً للناس قاطبةً
لكنّ أشرارهم عنها قلىً صدفوا
 
لكن برغمِ أنوفِ الجاحدينَ لَهُ
بفضلهِ الجمِّ كلُّ الكون يعترفُ
 
وفي البلاغةِ نبراسٌ لمقتبسٍ
حارتْ بمنطقِهِ ألبابُ مَنْ سلفوا
 
دونَ البريّةِ ربُّ العرشِ كرّمهُ
ما كان يوماً على الأوثانِ يعتكفُ
 
بابُ العلومِ بهِ الاعلامُ قد دُهشوا
وهم جميعاً على أعتابهِ وقفوا
 
نبعُ المعارفِ ظلَّ الدهرَ مندفقاً
مِنْهُ الجهابذةُ الافذاذُ قد غرفوا
 
تسعى اليهِ الورى ظمْآءَ واردةً
فتستقي سلسلاً عذباً وتغترفُ
 
عذراً أبا حسنٍ فالوصفُ أبهرني
فيك الكمالُ تناهى كيفَ لي أصفُ ؟
 
خيلُ القوافي بهِ ذابتْ حوافرها
أعييتَ فارسها وانتابها التلفُ
 
لن يبلغَ الشعزُ عشراً من مآثركم
يا سيّدي إِنَّنِي بالعجزِ أعترفُ
 
طالَ الفراقُ وضجَّ القلبُ مبتعدا
والدمعُ من حَزَنٍ كالغيثِ ينذرفُ
 
مهما البعادُ بِنَا طالتَ مسافتهُ
 فسوفَ يبقى اليكَ القلبُ ينصرفُ   
 
يا سيّدي أرتجي حبّاً زيارتكمْ
يكاد يقتلني في غربتي اللهفُ
 
تهفو اليكَ قلوبُ الْمُؤْمِنِينَ هوىً
مِثْلَ الفراشاتِ نحو النورِ تنعطفُ
 
يا ليتني معهم أبكيكَ منتحباً
ويهتفُ القلبُ محزوناً كما هتفوا
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=80184
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 06 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13