اصطبغت السلطة منذ بداية تأسيسها بميول واتجاهات الحاكم ، وكان على الرعية ان ينتهجوا منهجه ، رغبةً وإكراهاً ، فكانت دولنا تميل مرةً الى الشيوعية ، ومرة اخرى الى القومية ، وثالثة طائفية ، كلما مالت السلطة لهذا او ذاك ، ومن كان له رأي مخالف فهو عميل لأجندات خارجية ، الأسود والابيض طبع على احكام السلطة
لا تتكلموا فالامبريالية تستمع إلينا ، جملة لطالما حوربت الشعوب بها ، فكانت ذريعة لاضطهاد المعارضين ، وسلب الحقوق ، وممارسة الاستبداد بحجة توحيد الداخل لمواجهة العدو الخارجي ، الذي يعمل على دمار وطننا وسلب خيراته وجعله عبداً وتابعاً من اتباعه
الطائفية هي الشعار الجديد ، او بالأحرى هي ايران ، فان طالب الجمهور بحقه كان صفوياً حسب ال خليفه وال سعود ، بات الشعار لا تتكلموا لان ايران تنصت إلينا ، فلا حق ولا حرية لها صوت يعلوا على صوت أميرنا ، فهو منقذنا من الصفويين والمجوس والرافضة ، اختلفت الاستراتيجية من تحشيد النظام بكل اجهزته وقواته الى تحشيد الجماهير ، واستعمالها كسلاح ضد المختلف ، مما ولد اجواء طائفية بين طائفة الحكومة وطائفة المعارضين
اسقاط الجنسية عن الشيخ عيسى قاسم ، كان بداية لسلب بحرينية الشيعة البحارنة ، والذريعة هي ايران ، ال خليفة يضطهدون شعبهم ، ليبغضوا دولة اخرى ! ، متناسين ان البحرينيين هم أغلبية مجتمعية غير معترف بحقوقها ، وثورتهم ليس لانهم يريدون الالتحاق بأيران ، وانما ليأخذوا حقوقهم في التمثيل النيابي ، والتمثيل الحكومي ، حالهم في ذلك كحال اي فئة مجتمعية في كل دول العالم
سياسة التجنيس مارسها ويمارسها ال خليفة ، فتم تجنيس الهندي والأفغاني والباكستاني والافريقي والاوربي ، وجميع جنسيات العالم ، واعطائهم حقوق المواطنة الخليفية ، المواطنة الخليفية هي ان تكون تابعاً ، وان تكون ذليلاً ، مسلوباً للحقوق ، تحكمك أقلية عائلية مستبدة ،
شيعة البحرين ليسوا مواطنين ، وان كانوا أغلبية ، وان كانوا قد ولدوا وترعرعوا وحملوا هم وطنهم ، فمعيار المواطنة رضا ال خليفة ، ودوام حكمهم ، مشكلتهم كمشكلة البدون في دول الخليج ، ليس لها حل ، بينما نحن في القرن الواحد والعشرون ، قرن الحقوق والحريات والمنظمات الدولية ، منظمات حقوق الانسان بعين واحدة ، ترى ما يراه الدولار ، وتقاريرها تقتصر على سوريا والعراق ولبنان ، اما انتهاكات الخليج بحق شعوبهم ان ظهرت فمعناه انها ستخسر الدعم الدولي المادي والمعنوي الممنوح لهذه المنظمات ، التي انشأت للتغطية على اعمال بعض الحكومات ، والضغط على البعض الاخر . |