• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : هل نحن بأنتظار المعجزات ..؟ .
                          • الكاتب : د . ماجد اسد .

هل نحن بأنتظار المعجزات ..؟

ليس الوطن بحاجة الى المعجزات ...! لقد ذهب ذلك الزمن الذي كان الناس فيه ينتظرون شيئا شبيها بالمعجزات كي تفك طلسمات ما تواجههم من معضلات ونكبات و مآزق . في القرون الوسطى اصبحت داخل التاريخ ومتحفه ! اقول: ذهب زمن ان نحلم بنزول معجزات او بأستيرادها او بخلقها من العدم .. فالعالم الحديث منذ خمسمائة عام عبر دوله الحديثة حول الانتظار و التريث والخمول و التأجيل الى برامج واضحة للانتقال من عصر الظلمات الى عصر العمل و حقوق الانسان و حق التعبير .. ومن عصر الطغاة و الدكتاتوريات الى عصر الشعب الذي يعيد للانسان موقعه في تاريخ الانسان واسفاره . 
فهل خروج بضع مئات او الاف من المتظاهرين المطالبين بتوفر الماء الصالح للشرب او الطاقة الكهربائية وحقهم بالعمل و دفاعهم عن سيادة الوطن داخليا او خارجيا ، سيدفع ( الحكومة ) اية حكومة للبحث عن معجزة تعيد المواطن امنه وحياته الاجتماعية شبه الغائبة ، و تعيد للاطفال املهم بمستقبل افضل وللمرأة بعضا من حقها في ازاحة الظلم الذي اصابها طوال قرون ، ولكبار السن حقوقهم ، ولا تجعل روح ( التسول ) والاستجداء والمطلبية منهجا لتلافي الازمات والحاجات الاساسية لامن المواطن وكرامته ... الخ . 
ذلك لو - اقول - : خرج الشعب بأسره بدل ان ينقسم الى مثلثات و مربعات و الوان و اشكال مختلفة ،كل منها يهتف بشعار مغاير للاخر حد التناقض ، اقول : حتى لو خرج الشعب عن بكرة ابيه فأن المعجزات لم تهبط من العدم ! 
وذلك لا لان زمن المعجزات قد انتهى  بل لان المعجزات لم تعد الا مفهوما اسطوريا و خرافيا ، فأن الشعب الذي حرم من التعليم ومن التمتع بثروات وطنه ومن الوضع الاجتماعي و الصحي والمعرفي المناسب لأنسان يعيش في فاتحة الالفية الثالثة ، و ان المعجزات لن تبدأ من غير اعادة الامن لهذا الشعب ، بأنه جدير بالحياة كباقي سكان الارض ، ولان المعجزات و الشروع بأبسط مقومات الحياة القائمة على وحدة المصير و شفافيته ، وليس في ترك العشوائية تمارس قدرتها على زرع الخوف و الوهم و التردد و الشك و اللاجدوى، ولا جدوى في شعب اجتاز اعتى ازمنة الكوارث وازمنة الظلم و ازمنة الدكتاتوريات و ازمنة الفساد ! 
معجزة شعبنا العراقي انه يمتلك ذاكرة لم تدفن بعد تحت ما خلفته الصدمات و غبار الفوضى ، لانها ذاكرة تعلمت من دروس التاريخ كي تعيد للاطفال والنساء وللجيل الشاب الذي هو بعمر الربيع ، الامل الذي طالما استجاب لبناء الحضارات ان لا يفرط لمكونات الشعب ولا بالارض ولا بالثروات ولا بالكرامة ، و قبل كل شي بالانسان الذي هو وحده يمتلك مفاتيح الخروج من العشوائية و التناحر و المباشرة ببناء مصيره وليس بأنتضار ان تأتينا المعجزات من المجهول.
 
 
العراق - بغداد 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=80045
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 06 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13