ها هي قلعة الإرهاب وحصنها الحصين الفلوجة تتحرر من قطعان داعش وبقايا البعث المجرم , وها هو علم العراق يرتفع فوق مبنى القائمقامية خفّاقا عاليا بعلو العراق ونخيله , وشامخا بشموخ أبناء دجلة والفرات , وها هي داعش التي راهنتم عليها تسحق وتمرّغ بالوحل , وها هم جرذانها يسحقون وتدوسهم بساطيل الأبطال والمجاهدين من قواتنا المسلّحة الباسلة وحشدنا الشعبي المجاهد في سبيل الله والوطن , وغدا ستتحرر بيجي والحويجة والشرقاط وتلعفر والموصل وكل مدن وقصبات الغرب العراقي , ولن يبقى لداعش شبر واحد في العراق بعد اليوم , وسنستأصل هذا الفكر الإجرامي المتوّحش , وسننزع هذه الروح الإجرامية المتوّحشة , وسنعيد للعراق بهجته ولحمته ونسيجه الاجتماعي المتآخي , وسيدحر الإرهاب والتكفير والظلام , وستبزغ شمس العراق من جديد بإذن الله تعالى وبهمة وتضحيات أبنائه الغيارى , ويهمّنا في هذه المناسبة وهذا الانتصار الساحق بتحرير قلعة داعش وحصنها الحصين الفلوجة , أن نتكاشف ونتصارح ونتحاور بصدق وإخلاص وعزيمة لتجاوز هذه المحنة وآثارها المدّمرة , لننطلق بعدها لإعادة بناء وإزالة مخلفات هذه الحرب القذرة , ومن أجل تجاوز هذه المحنة وضمان عدم تكرارها في المستقبل , لما تسببت به من دمار وقتل وآلام فلا بدّ لنا من معالجة أسبابها بقلوب مفتوحة ونوايا صادقة بعيدة عن الكذب والخداع , ولا بدّ لنا أن نكون شجعان وصادقين في وضع النقاط على الحروف وتسمية الأشياء بمسمياتها , وأن نسأل أنفسنا كم هو حجم الدمار الذي أصاب مدننا وقرانا ؟ وكم هي أعداد القتلى من أبناء وشباب سنّة العراق الذين التحقوا بداعش ؟ وكم هي أعداد اليتامى والأرامل والمشرّدين في هذه الحرب اللعينة ؟ فإن بلغنا هذا الدرس القاسي , فعلينا الوقوف على هذه النقاط الهامة :
أولا / علينا أن نتّفق من الآن أنّ لا مكان لداعش والبعث المجرم وهذا الفكر المتوّحش الذي لا يعرف الرحمة , ولا مكان لدعاة هذا الفكر الظلامي على أرض العراق بعد اليوم .
ثانيا / علينا أن نقرّ ونعترف أنّ داعش هو تنظيم عراقي , وقادته ومقاتليه هم عراقيون بنسبة 95% , وأنّ قادة هذا التنظيم هم ضباط البعث السابقين الذين تحولوا لداعش والقاعدة قبلها .
ثالثا / علينا إيقاف الشحن الطائفي عبر وسائل الإعلام والفضائيات من قبل رجال الدين والسياسيين السنّة , والكّف عن مهاجمة شيعة العراق باعتبارهم رافضة وصفويين ومجوس وأبناء متعة وإلى آخره من هذه التوصيفات الطائفية البغيضة , والكّف عن كيل الاتهامات الباطلة للحشد الشعبي والزعم بارتكابه جرائم وفضائع وانتهاكات ضدّ أبناء سنّة العراق .
رابعا / علينا أن نوقف كذبة التهميش التي استخدمت ذريعة وسببا لخداع أبناء سنّة العراق ودفعهم للانضواء تحت لواء داعش المجرمة .
خامسا / التخلّي عن وهم عقدة الحكم وكون الحاكم يجب ان يكون سنيّا , والقبول بالواقع الديموغرافي الذي يقول أنّ شيعة العراق هم الأغلبية السكانية ومن الطبيعي والمنطقي أن يكون الحاكم منهم .
سادسا / التخلي عن معاداة الجارة إيران تنفيذا للأجندات والرغبات الشيطانية التي تنتهجها مملكة الشر السعودية والتي تستهدف زرع الفتنة بين العراقيين وتدمير مقدّراتهم البشرية والاقتصادية .
فإذا ما عقدنا العزم وتجاوزنا مخلّفات الحقد الطائفي الدفين في نفوسنا , نكون قد استوعبنا الدرس البليغ من هذه المأساة ووضعنا حجر الأساس لعراق جديد خال من القتل والحقد الطائفي , فهل استوعبتم الدرس من هذه المأساة يا سنّة العراق ؟ أم لا زلتم تعتقدون أنّكم مهمّشون وأنّ الحاكم يجب أن يكون سنيا ؟ .