لم تكن أحسن مني مطلقا فجمالها لن يفيق علي جمالي وشهادتي أفضل من شهادتها آذ أنا حصلت علي البكالوريوس لغة عربية بينما هي خريجة معهد المعلمات والذي يغيضني منها انها تدرس نفس مادتي التي تخصصت بها وقفت إمامها بحزم وقوة لأقول لها
-أنا أريد تدريس المادة لطالبات للصف الثالث...
اجابتني بكبرياء
-الطالبات لا يرغبن فيك
أزدت عصبية
-من قال لك هذا..
جوابها الهادئ
-هن بلغن الست المديرة..وقررت بنفسها ان اقوم بهذه المهمة
وبمزاح تعكر كثيرا رددت عليها
-أنت لست اكفيء مني وشهادتي تؤهلني لهذه للمهمة انها البكالوريا...أتفهمين....
من شدة صياحي وفقداني السيطرة علي نفسي وقفت ست شيماء بيننا بوجهها ولغتها الصارمة قالت
-أنت يا ست ابتهال ستدرسين الصف الثاني والتفت لها برقة لتؤكد لها بالقول
.أنت يا ست مريم ستدرسين الصف الثالث..انتهى الأمر
خطاي اسحبها بصعوبة كخطي متسابق خسر النزال نهائيا فشعرت المسافة بين غرفة الإدارة للصف الثاني-ا- طويلة جدا وغليان في داخلي وأسئلة تحيرني أهمها
-كيف انتصرت علي هذه الدعسوقة...
دخلت الصف وبالخطوة الأولي انتهت الضوضاء بالكامل وعاد الهدوء لامسك قالب الطباشير واكتب بأعلى السبورة قائلة
-أساسيات اللغة العربية
حتي علت أصوات الطالبات وبآرائهن اجتمعن لتنهض طالبة بالنيابة عن الجميع قائلة
-ست هذا الدرس ليس موجودا في المنهاج
ضربت يدي علي السبورة بقوة وحزم لأرد
-أنا اعرف هذا...اعرف هذا..لكنه مهم عليكم الاطلاع عليه أنا المدرسة وانتن الطالبات...
ضرباتي المتتالية أعادت الهدوء الى الأجواء تماما وأخذت أتحدث عن الدرس بشكل تفصيلي وبإيضاحات كاملة لكن يراودني الشك بان ما صرفته من جهد ذهب سدي قلت مع نفسي لاختبرهن فأشرت بإصبعي الى الطالبة للتي تجلس في الصف الأول سائلة إياها.
-تحدثي لي بنا فمهمتيه من الدرس..
أجابتني ببرود
-لم افهم شيئا...
حتي تلت الاحابات من دون سؤال
جميعا لم نفهم درسك لأنه ليس ضمن منهاجنا المقرر..
بقيت واقفة بذهول وباستغراب مرددة مع نفسي بصمت
-انها الحرب ..الحرب ..ضدي..
تراقص وجه ست مريم أمامي وهي تتحداني لقد دربتهن أحسن تدريب ليقفن بوجهي انها المنازلة علي ان اتهيء لها وادرسها واستحصل علي نتيجة منها فقلت لهن
-اخرجن أوراق عندكن امتحان.
صاحت احدي الطالبات وتبعها أصوات أخريات بالكلام
-أول يوم امتحان...
أجبت بصلابة
-أنا شرحت لكن المحاضرة وعليكن الإجابة
الأوراق توالت لي بسرعة حتي لم يكتبن أية كلمة كل الأوراق بيضاء في الدقائق الأخيرة من الدرس ثبت على إطراف أوراق الامتحان درجة الصفر وأعددتهن اليهن والخيبة والخذلان تجران خطاي متجه للي غرفة المدرسات التي تجمعن إمام بابها الطالبات حول ست مريم يلفوها بالحب والحنان بينما انا بقيت في حيرة مع سؤالي
-هل أنا على خطأ... مع طالبات الصف الثاني – أ -لا ادري... |