هناك أمور في الحياة نتعلمها دائماً، وبالتحديد في معسكر الباطل والظلم، إذ لا نجاح فيها أبداً، لأنها مسكونة بالحقد والطائفية، وهذا المشهد يتكرر مع بعض الشخصيات، المحسوبة على الهوية العراقية الوطنية، فنراهم يتقافزون من فندق لآخر بحثاً عن المكاسب، وتنفيذ أجندات خارجية خبيثة، حين يلتقون معها في كثير من الأفكار المتطرفة، وهم في نظر المغرر بهم من الجمهور، رموز وطنية تدافع عن حقوقهم المسلوبة.
تصور بعض الأدعياء، أن ممثلهم الأقدر على إسترجاع حقوقهم، تحت قبة البرلمان، لأن الإستحقاق الإنتخابي هو مَنْ منحهم هذا الحق، لكن ما لا يدركه هولاء البسطاء، أن أصابعهم البنفسجية قد ندمت، عندما رسمت لهم الكراسي، التي أمتلأت بدماء الأبرياء من محافظاتهم أولاً، ومدننا الأخرى ثانياً، لذا نراهم يحملون لواء الذل والهوان، حالهم كحال ساحات الإعتصام، حيث أفضت عن ساسة الإرهاب والدواعش، فنُهبت المدن في ليلة وضحاها.
هاجس الحرية المفقودة، ولحظات الذل والخوف عند المحاصرين، من قبل داعش في الفلوجة، جعلهم يتمنون رؤية السفاحين الذين انتخبوهم، ليروا كيف هو حال ناخبيهم، تحت هذه الظروف العصيبة التي تمر عليهم، وتجربتهم الانتخابية، التي لم تسفر سوى عن مجموعة من قطاع الطرق، ومافيات الفساد والإرتباط بالعمالة، والتآمر من قبل شيوخ الفتنة مع الدول الإقليمية، لتدمير ما تبقى من العراق، وخاصة عشائرهم التي لم ترَ منهم سوى الذل والهوان.
المتآمرون كأنهم يعيشون خلافاً عشائرياً مع البلد، ويبحثون عن حلول لفضائحهم، وهم أصلاً معرفون بالخسة، وإنعدام الضمير، وإلا كيف يتبجحون ويظهرون على شاشات الفضائيات، المثيرة للطائفية المقيتة، بأن ما يجري في الفلوجة، أمر يستحق الشجب والإستنكار؟! وليس عمليات تحرير المناطق الغربية من عصابات داعش التكفيرية!
نحن اليوم نرى، الجانب الثاني المضيء، من الحشد العشائري الأصيل، وهو يتعاون مع الجيش، والشرطة، والحشد المقدس لإستعادة الفلوجة، فضربوا أروع صور التلاحم البطولي، بشجاعة وعقيدة، لا يدركها أصحاب العقول الخاملة الخائنة، وهم جميعاً يقاتلون تحت راية واحدة، وهي راية العراق الواحد الموحد.
ختاماً: ما تذره بعض الأبواق النشاز، من رماد سياسي، لن يفقدنا الرؤية، بل سنمحص ونحق الحق، وسنزف بشرى التحرير في قادم الأيام، عندها لن تنفعكم ذيول الدواعش الأنذال المتشددة، ولا الفنادق الأردنية، والقطرية، والتركية، لأن التأريخ سيرمي بكم في مزبلته، وستكون محط لعنته الى أبد الآبدين. |