• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الرأي في أصناف الناس .
                          • الكاتب : محمود الصافي .

الرأي في أصناف الناس

    يمكن لنا أن نبين قضية مهمة تخص الحكام وأصحاب القرار وعليهم إن يفهموا أصناف الناس وأنواعهم كي يرسمون لهم إستراتيجية المعاملة معهم كل حسب صنفه: 
فبين لنا الراغب الأصفهاني .. 
قال: الناس في ذلك على ثلاثة اضرب .. 
  صنف هم المنهمكون في الدنيا بلا التفات منهم إلى العقبى .. وهم المسمون عبدة الطاغوت .. وشر الدواب ونحوهما من الأسماء .. وصنف مخالفون لهم غاية المخالفة يراعون العقبى من غير التفات منهم إلى مصالح الدنيا وصنف متوسط بينهما قد وفوا الدارين حقهما..( )
   لذا يلزم على الذي يتصدى لهكذا أمور عليه إن يلتفت إليها ويتعامل معها كل حسب صنفه ومكانته لان الناس ضربا ن ...خاص..وعام.. 
فالخاص: من قد تخصص من المعارف بالحقائق دون التقليدات ومن الأعمال بما يبلغ به إلى جنة المأوى  دون ما يقصد به على الحياة الدنيا.
والعام: إذا اعتبر بذلك فالذين يرضون من العارف بالتقليدات ومن أكثر الإعمال بما يؤدي إلى منفعة دنيوية وإذا اعتبرنا بأمور الدنيا .. 
فالخاص: من يتخصص من البلد بما يتحرم بافتقاده إحدى السياسات المدنية. 
والعام: من لا يتحزم بافتقاده شيء منها. 
   وهم من وجه آخر ثلاثة .. خاصة .. وعامة .. وأوسطهم .. المسمون في كلام العرب بالسوقة .. فالخاص : هو الذي يسوس ولا يساس . 
والعام : الذي يساس ولا يسوس 
والوسط: الذي يسوسه من فوقه وهو يسوس من دونه ومن جهة أخرى ثلاثة اضرب : .. ملكي وشيطاني .. وانسي .. 
فالملكي: الذي يستعمل القوة العاقلة بقدر جهده وهم المؤمنون حقا ً 
والشيطاني:هو لذي يستعمل القوة الشهوية من غير تلفت إلى مقتضى العقل 
والإنسي: الذي خلط عملا ً صالحا ً وآخر سيئا....( )
   هذه صورة موضحة لعدة أوجه لأصناف الناس وأيضاً صنف هذا الإنسان على لسان الحكماء حيث قال بعض الحكماء أما من إنسان إلا وفيه خلق من أخلاق بعض الحيوانات وبعض النباتات .. ليكون الإنسان مشاركا ً لها في الجنسية وان كان مبايناً لهما في النوعية .. 
   فمن الناس غشوم كالأسد ... وعابث كالذئب .. وخب كالثعلب.. وشره كالخنزير.. وخاضع كالكلب.. وجامع كالنمل.. ووقح كالذباب.. وبليد كالحمار.. وأليف كطير الوفا .. ومنع كالسرقة .. وانف كالأسد والنمر .. وغيور كالديك و هادل كالحمام .. ومنهم حسن المنظر والمخير كالأترج .. ومنهم بخلاف ذلك كالعفص والبلوط . ومنهم قبيح المنظر .ز وحسن المخبر كالجوز واللوز .. ومنهم حسن المنظر قبيح المخبر كالحنظل والدفلى .. والمؤمن الخير هو في الحيوانات كالنحل يأخذ أطباب الأشجار فلا يقطف ثمرا ً ولا يكسر شجرا .. ولا يؤذي بشرا .. ثم يعطي الناس ما يكثر نفعه .. ويحلوا طعمه ويطيب ريحه .. وفي الأشجار هو كالأترج يطيب حملا ونورا وعودا وورفا ورائحة وطعما .. والمنافق والشرير هو في الحيوانات كالقمل والأرضة  وفي الأشجار كالكشوت . مثل الكشوت فلا أصل ولا ورق ولا نسيم ولا ظل ولا زهر .. يفسد الثمار ويبيس الأشجار وكالثمرة التي قل ورقها وكثر شوكها وصعب مرتقاها...( )
 
.................
 1- الذريعة:  ص 402 
2 - الذريعة: ص 163 – 164 
 
                                                                    



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=79368
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 06 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15