كل انسان يحتاج لقسط من التأمل meditation يغلق كل منافذ التشويش و الارباك و يستشعر السلم و الصفاء الداخلي ليتزود من ذلك بطاقة ايجابية تنعكس على سلوكه.
سواءا كان التأمل بالموسيقى الهادئة او بالصمت و الاسترخاء او بالصلاة (للقادرين على ذلك) او بمناجاة في جوف الليل او بسيجارة او اركيلة او استلقاءٌ في حوض سباحة او بسفر في طريق بري طويل.
وقد يصاحب التامل بعض تمارين التنفس و الصوم عن اللحوم و التبخر بالبخور و اشعال الشموع.
و في الغالب فإن كل meditation يتبعه شعور بالسكون و التريث و النضج يعطي المتأمل زخما نفسيا يُمَكِنَهُ من التحكم بإنفعالاته و احتواء ازماته بطريقة افضل و اهدأ.
فإن لم ينتج عن التأمل ال meditation اي عمل ايجابي او ضبط للمشاعر و الافعالات فذلك ليس بتأمل.
فالصلاة مثلا ليست صلاة ان لم يتبعها امتناع عن المنكر و عمل بالمعروف
و التدخين مجرد ادمان ان لم يتبع السيجارة راحة نفسية تنعكس على السلوك
و الموسيقى الهادئة و الصمت يُعد مضيعة للوقت ان لم تجعلك تبتسم لمن حولك و تهتم به.
لذلك فالخير كل الخير يأتي من المتأملين بقصد تحسين السلوك و ترك الاثر الايجابي في البيئة.
التأمل المثمر جدا قد يكون متوقعا من رواد التأمل و التجرد مثل لاوتزو و الرومي و غاندي و نهروا و الام تريزا و اوشو و قد يتوقع من اناس منخرطين بصخب الحياة اكثر مثل ابراهيم الفقي و انجلينا جولي.
فبعض هؤلاء من استطاع ان يوظف السلم الذاتي لديه بطريقة تنسجم مع عظيم المه و همه و حزنه على معاناة الاخرين ليتحول الى مشروع عطاء عالمي.
لكن تكون ثمرة او يأتي الخير من ال meditation الخليجي المروج له هذه الايام و التأمل في طبق الكبسة فهذا شبه مستحيل،
مادام ثراء تلك الدويلات سببا في شقاء جيرانهم في العراق و سوريا و اليمن و مصر لا بل هو سبب في شقاء العالم اجمع.
فمحاضرات هؤلاء في برامجهم عن التأمل و الطاقة الايجابية لا يتجاوز نفعها جدران تلك القاعات الفخمة و لن يثمر في تخفيض دولار واحد من تذكرة دخول المحاضرة لتشمل فقيرا او يائسا فكيف يتعداها الى ارض الواقع.
التأمل و الطاقة الايجابية لا يعنيان ان تستشعر السلم و السكون و جارك مشرد جائع خائف بسببك.
لكن مالذي ينبغي قوله للعقل المتصحر الذي يظن انه يمكن ان يشتري الريادة في كل شيء حتى في الشعور و الافكار بالبرميل و الدولار |