اصنع حلبة مصارعة حرة ، و احضر كاميرةً و جمهورا يُحب الصراخ، و ادخل في الحلبة متصارعين فنانين يجيدون صناعة الكره و العنف. ثم اصنع من قلب الكره و العنف مواقف شرف و وفاء، فيصفق الجمهور و يهتف بإعجاب.
كرر المشهد كل اسبوع و لعشرات السنين، ستصنع شعبا مدمن التصفيق و يهتف بحرارة للعنف و الكره، و يشجع العنيف حتى لو أباد ألف شريف لانه (ذات مرة) تصرف بشرف.
مثلما يحدث في الافلام الامريكية، فقصص التضحية و الفداء لاجل انقاذ جندي او رهينة صحفية تنال اعجاب الجمهور حتى لو كان المنقذ جنديا قاتلا متخصصا في القتل و من جيش محتل
هكذا يُدار العالم
فاصحاب القرار يحاولون و بكل ما استطاعوا ان يحافظوا على سمعة حلبة الصراع ان لا يتسيدها شريف حقيقي من خارج كادر التمثيل
فرجال الحرب المعربدين لا يسقطهم الا رجال حرب مهرجين مثلهم و من نفس الحلبة لا من خارجها.
وعندها يلعب صناع القرار دور صناع السلام.
لذلك يكادون يستشيطون جنونا من انتصارات الحشد الشعبي لان الحشد محاربٌ شريف من خارج حلبة الفبركة و النفخ. |