
عن قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة صدر حديثا للكاتب علي حسين الخباز كتاب ( فتوى الدفاع المقدس / قراءة انطباعية) وقد طبع هذا الكتاب كنشاط من انشطة مهرجان فتوى الدفاع المقدس الثقافي الاول ووزع مجانا في معرض الكتاب مع مجموعة اخرى من الاصدارات المهمة لهذا القسم النابض بالفكر والحياة ،يحتوي الكتاب على 34قراءة انطباعية تقرأ شمولية الفتوى بجميع انعكاساتها وتاثيراتها الفاعلة والمؤثرة في الواقع الحياتي العام ، قراءة في الفتوى واثرها في البعدين الفكري والايماني ، اذ اعتبرها تواصلا مع قيمة وجود المرجعية المباركة وتمثيلا للهوية الاسلامية الرافضة للظلم والعبودية والجور وتعبيرا عن الموقف الوطني المجسد لكل تضحيات الشعب العراقي بجميع طوائفه ، ، قراءة يرى فيها الخباز علي حسين ان الفتوى هي برمتها حرب ضد الاغتراب لكون الشعب العراقي عاش في ظل ازمات كثيرة برزت لديه ظاهرة الاغتراب فصار يشعر بانه مغلوب على امره وغير معني بما يعاني من ماسآة فلذلك اعتزل وانكفأ وشعر بالخذلان ، لقد سلبوا منه الهوية وطعنوا بولائه للعراق ، استنهضت الفتوى الهمم واسترجعت ثقة الشعب بقدراته ، وهي تواجه ضجيج التعصب لبعض الجهات القبلية والطائفية فالفتوى شكلت انتقالة واضحة الى الانتماء الوطني المؤمن ، يرى الكاتب علي حسين الخباز ان الفتوى استطاعت من تاسيس مشروع انساني ينطلق من مشروعية تكوينه المرجعي ـ القيادي ، وقد اضاف هذا الصوت المرجعي العديد من الابعاد الجوهرية التي اعادت الاعتبار للمواطنة ، في تاريخ حرج يمر به العراق اليوم ، فكانت الفتوى هي الصوت المقاوم للعودة الى الدين الحقيقي وطرد الذات الممسوخة عن جسد الامة ولم يكن هذا الفعل الجبار غريبا عن التأريخ المرجعي الذي يشهد بما حققته من قيادة اجتماعية وسياسية مرجعية مباركة واجهت اعنف طاغية من طواغيت الدهور ، وعملت على استنهاض قوى البصيرة واستنهاض القلوب فكانت تمثل ذروة المسيرة الانسانية المتكاملة ويرى الأديب الخباز في اجمل ما كتبه عن الفتوى انها معنى ارتقائي لفاعلية الانتظار المهدوي المبارك ، فعلت للعالم حكمة غياب المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف بانها حضور يحرك العقل والفعل بواسطة نيابة تستنبط من المتغيرات الحياتية مواقف انسانية تمثل الغياب حضورا مزدهيا ليصبح الانتظار عملا واعيا يثب به المؤمنون الى ساحات الجهاد والبذل والتضحية ، فكانت الفتوى بحق تعبوية لبناء الشخصية العراقية وسعت لتحصين فكر الامة عبر دور المرجعية العلمي وهي المواجهة الحقيقية للعراقين الحالمين بدولة العدل والسلام ، واحتوى الكتاب الجميل على الكثير من العناوين المهمة والحقائق الشاملة لفلسفة الشهادة ومعطياتها الثقافية وحصاد الازمنة اذ يرى الكاتب ان الجميع بمافيهم من يحارب الفتوى اليوم سيقتنع قريبا بان هذه الفتوى حملت هوية الماضي والحاضر والمستقبل من اجل خير الانسان واخيرا نقول شكرا لكل من ساهم في اصدار كتاب سيكون مرجعا لكل الموجهات الاعلامية والفكرية