لقد اعتاد أتباع المرجعيه الدينية العليا على تجرع الغصص والآلام حرصا على التشيع ووحدة الصف وعلى مستقبل الأمّة أمام خطط الأعداء ومؤامراتهم.
فالجميع يعلم أن السيد السيستاني دام ظله، ينظّر لوحدة الصف، ولكن وللأسف الشديد نرى ممن يحسبون على الشيعة رجموه بالبيانات والكتب وتزوير الاستفتاءات وتقطيع الكلمات وعلى منابر الجمعة. ولعمري اجتمع عليه من لا يجتمعون؛ وكلُّ لديه ثأره الخاص: بعضٌ حَسَدًا، وبعضٌ دعاة للمرجعية، وبعضٌ سياسة، وبعضٌ خوفًا.
اليومَ، وفي زحمة الفتنة يتجدد التطاول على السيد السيستاني دام ظله، بطريقة تعتمد المنهجية الانتقائية تبعا للمزاجية التي تخطر معها الفكرة ثمّ يبدأ الإنسان ليبحث لها عن أدلة، وبعضها تبعا لصنمية المتبوع كما نراه في بعض التصرفات الغير منضبطة!
اعتدنا على تجرّع الغصص، وأن لا ننزلق إلى مهاترات، وسباب، وسجالات قد يكون الآخرون أقوى منّا فيها؛ لأنَّا أصحاب مبدأ وأريحية أخلاقية وضنٍّ بالساحة وحرص على حمايتها من كلّ تهديدات الجاهلين والعابثين. اليوم نتمثل قول الله تعالى:(إنّ الذين جاؤوا بِالإفْك عصبة منكم لا تحسبوه شرّاً لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم) إلى أن يقول تعالى: (إنّ الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون، ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأنّ الله رؤوف رحيم)، وقوله تعالى: (لتُبلونَّ في أموالكم وأنفسكم ولتسمعنّ من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أَذًى كثيرًا وإن تصبروا وتتقوا فإنّ ذلك من عزم الأمور). فإذا كان كثيرون يضربون عرض الجدار كلّ الحالة الشيعية عندما يقررون ضرب المرجعية من هنا وهناك.
فإنّ مصلحة التشيع هي إحدى الثوابت الأساسية التي ما استطاع استكبار عالمي أو أقليمي أو محلي أن يثني السيد السيستاني دام ظله عنها.
نعم، نحن الحريصين عليها، سنحافظ عليها بمحافظتنا على فكر الوعي وخطّه، وأخلاقية العلم ونقده، ولن ننزلق إلى ما يحطّ من قدر نفوسنا في ميزان العلم والبصيرة، والأخلاق والقيم.
وأقول أخيرًا: الذي يرجع بالذاكرة إلى فتوى الجهاد الكفائي لا يشكّ لحظةً أنّ الله تعالى (يؤيّد بنصره من يشاء إنّ في ذلك لعبرةً لأولي الأبصار). |