• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : جأرنا ضارعينَ الى السَّمَاءِ .
                          • الكاتب : رزاق عزيز مسلم الحسيني .

جأرنا ضارعينَ الى السَّمَاءِ

  جأرنا ضارعينَ الى السماءِ

لتنتشلَ العراقَ منَ البلاءِ
 
الى أينَ المسيرُ وأينَ ترسو
بك الأيامُ يا بلدَ الرخاءِ ؟
 
جراحٌ تُستجدُّ ولا ضمادٌ
 قدِ امتلأتْ ربوعُكَ بالدّماءِ !!!  
 
كما استعرتْ لظى الاحقادِ حتّى
أبادتْ نارُها عُقدَ الإخاءِ
 
متى ترنو بعينكَ يا إلهي
الى شعبٍ تمرّسَ بالشقاءِ؟
 
لينعمَ بالسلامِ وبالتآخي
شمالُهُ والجنوبُ على سواءِ
 
أمن طاغٍ الى الإرهابِ يُزجى
ومن رُزءٍ يُساقُ الى فناءِ؟
 
بهِ اكتملَ النصابُ منَ الضحايا
أما آنَ الآوانُ الى انتهاءِ
 
يخيّمُ فوقَهُ ليلٌ ثقيلٌ
كئيبُ الجوِّ مسوّدُ الفضاءِ
 
وحلَّ الخوفُ والتهجيرُ فيهِ
وولّتْ عنهُ ناجيةُ الصفاءِ
 
ولا أملٌ يلوحُ ولا بصيصٌ
قدِ انطفأتْ قناديلُ الرجاءِ
 
***      ***
 
فيا وطنَ الحضارةِ والدّراري
بكَ الدُّنيا اشمخرّتْ بارتقاءِ
 
على طولِ المدى قد كنتَ لحناً
بهِ الأيّامُ تصدحُ بالغناءِ
 
وعقداً فوقَ صدرِ الدّهرِ يزهو
نفيسَ القدرِ وهّاجَ البهاءِ
 
فما شعبٌ كشعبكَ قد تلقّى
  طعاناً ياعراقَ الأولياءِ!!!
 
برغمِ النازلاتِ تظلُّ حرّاً
ورمزاً للكرامةِ و الإباءِ
 
وكم قاسيتَ أهوالاً صعاباً
    بصبرٍ كانَ صبرَ الأنبياءِ!!!
 
بذلتَ لأرضكَ الأرواحَ حُبّاً
وجُدْتَ فكنتَ عنوانَ السخاءِ
 
لقد سطّرتَ في التاريخِ سفراً
عريقَ المجدِ يجدرُ بالثناءِ 
 
ملاحمُ لم تزلْ بالفخرِ تُشدا
على لحنِ البطولةِ والفداءِ
 
***        ***
لعنتُ الغانمينَ منَ الرزايا
وزيفَ الكاذبينَ الأدعياءِ
 
وصمتَ الخائفينَ على الكراسي
وكلَّ منافقٍ خبٍّ مُراءِ
 
أعالمُنا يسيرُ الى أمامٍ    
 وسيرُ بلادنا نحوَ الوراءِ ؟!!! 
 
أنفتُ اليومَ أنْ أهجو رعاعاً
وأفّاكينَ أدنى من هجائي
 
وما نفعُ البصاقِ على وجوهٍ
صفاقٍ ليس تعرقُ من حياءِ
 
***        ***
تعامى الدّهرُ عن بغدادَ حتّى
تُخضّبها سيوفُ الأدعياءِ
 
قد انهالتْ سيوفُ الحقدِ ضرباً
عليها في جنونٍ وانتشاءِ
 
يشوّهُ وجهَها الفتّانَ جلفٌ
منَ الأوباشِ أولادِ البغاءِ
 
وقتلى في شوارعِها وجرحى
وتسبحُ في الظلامِ معَ المساءِ
 
ولم نسمعْ نوارسَها تغنّي 
فدجلةُ تشتكي حرَّ الظماءِ
 
أضاعَ الظالمونَ عريقَ مجدٍ
لبغدادَ الهوى جمَّ الثراءِ
 
أيبغي الظالمون لها هوانا
لقد خابتْ مساعي الأدنياءِ 
 
هوَ الإرهابُ للتخريبِ يسعى
ويدفعُ بالشعوبِ الى الفَناءِ
 
لو انَّ الأرضَ أضحتْ في يديهِ
  لأفرغَها الخبيثُ منَ الهواءِ !!!
 
فهبّوا يا شعوبَ الأرضِ طُرّاً
      لتحموا الأرضَ من شرِّ الوباءِ !!!
 
وجودوا بالدواءِ لها لتشفى
وهل يُرجى الشفاءُ بلا دواءِ؟
 
وليسَ مهدئاً لاخيرَ فيهِ 
فما نفعُ الدواءِ بلا شفاءِ؟
***        ***
عجيبٌ طبعُ أجلافِ البراري
فمن قدمٍ تميّزَ بالجفاءِ!!!
 
كما امتازوا بافئدةٍ غلاظٍ
ورأسٍ قد تحجّرَ بالغباءِ
 
لكم كذبوا على الإسلامِ حتى
رآهُ الغيرُ دينَ الأشقياء
 
وجاؤا المسلمينَ بكلِّ عصرٍ
بفكرٍ كلُّهُ محضُ افتراءِ
  
بفكرٍ تنفرُ الألبابُ منهُ
ربيبِ الشرِّ معوّجِ البناءِ
 
تربّى في غياهبَ مظلماتٍ
وعششَّ في عقولِ الأغبياءِ
 
يُعذّبُ كلَّ إنسانٍ بريءٍ
      ليحظى بالجنائنَ والهناءِ!!! 
 
ويذبحُ كلَّ مأسورٍ جريحٍ
ويُزجي الثاكلاتِ الى السباءِ
 
ويسعى في بيوتِ اللهِ هدماً
وقتلَ الآمنينَ الأبرياءِ
 
ويقترفُ المجازرَ بافتخارٍ
ليشفيَ غلَّ مسعورِ العداءِ
 
وبعدَ القتلِ والتدميرِ يرجو
   يكونُ معَ النبيِّ على الغداءِ؟
 
وعادَ يزيدُ فيهم من جديدٍ
وعُدنا بالحسينِ وكربلاءِ
 
يكادُ بهم سنا الإسلامِ يخبو
وإنْ فلحوا فنورُهُ لانطفاءِ
 
وعاثتْ في سماحتهِ الفتاوى
الى التكفير تدعو والاعتداءِ
 
جرائمُ تستباحُ بها المبادي
ومثوى الأكرمينَ الأنبياءِ
 
ستبقى في جبينِ العصرِ عاراً
كوشمٍ ليسَ يخفى بانمحاءِ
 
حلالٌ أنْ يعيشوا في قصورٍ
بها البنيانُ يذهلُ كلَّ راءِ
 
وتُهدمُ قبّةٌ ضمّتْ ضريحاً
لآلِ محمّدٍ الأتقياءِ
 
شرارُ الخلقِ تمرحُ بالمعاصي
    ويُجزى الصالحونَ بذا الجزاءِ!!!
 
ودينُ الله يدعو الى سلامٍ
وخيرٍ الناسِ لا سفكِ الدماءِ
 
وذبحِ الأبرياءِ بغيرِ جرمٍ
ونهبٍ واغتصابٍ للنساءِ
 
عسى ما حلَّ بالإسلامِ خيراً
لينقشعَ الظلامُ عنِ الضياءِ
 
ويمتازَ النهارُ عنِ الدياجي
وصدقَ الحقِّ عن إفكِ الرياءِ
 
وطيبُ الصدقِ عن خبثِ الدعاوى
وأهلُ الغدرِعن أهلِ الوفاءِ
 
ويبقى الحقُّ والأخلاقُ دينا
نسيرُ وراءَهُ تحتَ اللواءِ
 
ونهجَ الدّينِ وضّاءً مبيناً
لدى السارينَ في ظلم العناءِ
 
ومهوى الظالمينَ الى حضيضٍ
ومسرى الصالحينَ الى العلاءِ
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=78334
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 05 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 14