الحجر الأسود هل هو بقايا تمثال أو نيزك سماوي .
من الملاحظ أنه لدى النُصب والتماثيل والأصنام أسماء كثيرة متنوعة ووظائف أخرى أكثر تنوعا وطقوس خاصة لكل تمثال يؤديها الزائر لهذه التماثيل ، وهذا ما عُرف في كافة معابد الدنيا لمختلف أمم وشعوب الأرض والحجر الأسود لم يكن لهُ إسم يُعرف به غير هذا الإسم الذي يختفي مع اختفاء الأنبياء ويظهر بظهورهم .
والكعبة كذلك كانت من بين المعابد التي عجّت بالتماثيل والنُصب والاصنام ولكن عندما جاء الإسلام ، وقضى على عبادة الأصنام وجمع الناس على عبادة الله والواحد ،ظهر الحجر الاسود مرة أخرى للعلن واصبح محور العبادة ، وترك الاسلام الحجر الأسود على حاله منذ ان نصبهُ إبراهيم لم يغير فيه شيئا حتى التسمية بقيت على حالها .
والمتمعن في شكل الحجر الأسود فإنه لا يُمثل أي بقية من بقايا تمثال تحطم مثلا ، فهو لا يُمثل بطن تمثال ولا رجل تمثال ولا يد تمثال ولا وجه أو رأس تمثال ولا يوحي شكله أبدا بأي من هذه الصفات التي تتمتع بها التماثيل عادة .
ومن الملاحظ أيضا أنه على الرغم من كثرة الأصنام في الكعبة أو فيما حول البيت الحرام لم يكن العرب يحسبون أن هذا الحجر من جملة الأصنام التي يعبدونها ، فتركوه على حالة ولم يذكر لنا أي مصدر إسلامي شيئا عن هذا الحجر غير الذي ذكره من أوصافه وأسباب نزوله وشكله وحجمه .
ومن الملاحظ أيضا أن كل الديانات والأنبياء بعد إبراهيم عليه السلام ، تركوا الحجر الأسود على حاله لم يذكروا شيئا حوله غير تلك الإشارات التي ذكرناها عنه فيما تقدم من البحث ، أي لم تعتبره أي ديانة أو شريعة بأنه كان معبودا أو أنه بقايا معبود.
وكذلك عندما جاء الإسلام بتعاليمه الأكثر شمولية والأكثر وضوحا فإنه ترك الحجر الأسود على حاله أيضا لم يُضيف إليه الشيء الكثير سوى بعض التوضيحات التي لم تمس جوهر الحجر الأسود . وكأن هذا الحجر نوع من أنواع الامتحان الإلهي للأمم ، كما كانت الأمم السابقة تتعرض للامتحان بناقة أو سفينة أو نبي ، أو أي شيء آخر تراه السماء لامتحان إخلاص الأمم لخالقها .
وإذا زعم بعض العلماء أن الحجر الأسود بقايا نيزك فليس المقصود بقولهم نيزك أو شهاب أنه من نوع الاحجار التي تدخل مجالنا الارضي بالصورة التي نراها كل يوم. والتي لا يعيرها احد أي أهمية، بل القصد أنه حجر سماوي نزل من السماء في مناسبة احتفالية خاصة تحف به الملائكة حتى وقع بين يدي إبراهيم عليه السلام ، كما نستدل على ذلك من بعض الروايات الموجودة في بعض كتب الاديان او في الحديث النبوي الشريف ، وقد مر بعضها في ثنايا البحث.
لان هناك من الاحجار والشهب لا ينزل إلى الارض إلا بأمر الله تعالى وهي نوع من انواع الاسلحة التي احاطت بكوكبنا الارضي من كل جانب وقد اعترفت الشياطين بذلك كما نقرأ في قولهم : (أنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا، وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا).
أو كما في قصة النظر بن الحارث الذي سمع بولاية علي بن أبي طالب عليها لسلام فجاء للنبي معترضا فقال له النبي ان ذلك بأمر الله فولى النظر وهو يقول : (الهم إن كان هذا الامر من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء او اأتنا بعذاب عظيم .
فبمجرد ان انتهى من ذلك رماه الله بجندلة اخترقت دماغه وخرجت من دبره .
وهذا الحجر الذي قتل النظر بن الحارث يُطلق عليه علميا الرصاصة الكونية.
وقد اثبت بعض العلماء الغربيين من أن الحجر الاسود هو من احجار السماء ولكنه يختلف عنها اختلافا كليا .
فقد نشر في (الأهرام) الصادر في يوم الجمعة بتاريخ 8/10/1982م بقلم محمد عبده الحجاجي مدير إدارة بالمكتبة المركزية بجامعة القاهرة أن الحجر الأسود من السماء ، وقد قام العالم البريطاني (ريتشار ديبرتون) برحلة إلى الحجاز متخفيًا في زي مغربي، مدعيًا أنه مسلم وكان يجيد اللغة العربية، واندس بين الحجاج واستطاع أن يحصل على قطعة من الحجر الاسود، وحملها معه إلى لندن، وبدأت تجاربه عليها في المختبرات، فتأكد أنه ليس حجرًا أرضيًا، بل هو من السماء، وسجل هذا في كتاب له بعنوان (الحج إلى مكة والمدينة) الذي صدر بالإنجليزية في لندن سنة 1856م.
بحمده تعالى تم بحث مكة الحجر الاسود وهي دراسة شاملة اسأل الله تعالى أن يجلعها مفيدة للقارئ الكريم لعلهُ يحيط علما ببعض اسرار دينه. .
أسأل الله القبول ومن الاخوة الدعاء. |