• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : قضية راي عام .
                    • الموضوع : شيخ المشايخ .
                          • الكاتب : السيد جعفر البدري .

شيخ المشايخ

 هل تعلم هذا الضريح المبارك لأي ولي من أولياء الله؟ لأي عظيم من العظماء في تاريخ التشيع؟
 
إنه ضريح شيخ المشايخ رئيس الكلام في عصره، مقدم في شتى العلوم؛ كالفقه واصوله، والقران وتفسيره، والحديث وعلومه، واللغة وعلومها وآدابها، والكلام ومسالكه (علم العقائد الاسلامية)، والتاريخ وأيامه، وغيرها، حتى عرف في المصادر المترجِمة له بأوحد عصره.
 
إنه الشيخ ابو عبد الله المفيد، محمد بن محمد بن النعمان البغدادي، يتصل نسبه بالتابعي سعيد بن جبير، المولود سنة 336هـ، والمتوفى سنة 413هـ.
 
اخذ العلم ورواه عن عدة من الأعلام، ابرزهم: ابن قولويه، وابن بابويه، وأبو غالب الزراري، وابن الجنيد.  
 
تتلمذ على يديه الكثير من العلماء والفقهاء، ابرزهم:
1- الشريف الرضي (جامع نهج البلاغة).
2- السيد المرتضى الملقب بعلم الهدى (زعيم الطائفة بعد الشيخ المفيد).
3- الشيخ الطوسي (شيخ الطائفة وزعيمها ورئيسها بعد المفيد والمرتضى).
4- الشيخ النجاشي.
5- الشيخ سلار بن عبد العزيز الديلمي.
 
اُحصي له أكثر من المائتي مصنف، أشهرها: الإرشاد، الإختصاص، الجَمَل، المُقْنِعة، إيمان أبي طالب، النكت الإعتقادية، تصحيح اعتقاد الإمامية، أوائل المقالات، الإيضاح في الإمامة،  وغيرها الكثير الكثير.
 
يقول الذهبي حينما يترجم للشيخ المفيد: (بلغت تواليفه مئتين، ولم أقِف على شيء منها ولله الحمد!!). سير أعلام النبلاء: 17 / 345.
 
ويُقال: إن الشيخ المفيد ما ترك كتابا للمخالفين إلا وحفِظَه وباحث فيه، وبهذا قدر على حل شُبَه القوم، وكان يناظر أهل كل عقيدة. ظ. الذهبي، تاريخ الاسلام: حوادث ووفيات 401 - 420هـ / 333.
 
كان يقول لتلامذته: لا تضجروا من العلم، فإنه ما تعسَّر إلا وهان، ولا يأبى إلا وَلَان. لقد أقصدُ الشيخ من الحشوية، والجبرية، والمعتزلة، فأذلّ له حتى آخذ منه المسألة أو أسمع منه. ظ. المصدر نفسه.
 
اشتهر عن الشيخ المفيد (رح) أنه كان يزور محلات الاعمال اليدوية والصناعية فكان يلتفت وينجذب انتباهه إلى الصغار بالسن النبهين الحذقين في عملهم الذين يتقنون العمل عن اصحاب المهنة بجودة وامتياز، ثم يتبناهم ويتحمل تكاليفهم ومصاريفهم بعد الاتصال والاستئذان من اهاليهم ثم يسعى في تعليمهم وتدريسهم ليصبحوا طلاب علم، يخرجهم علماء!!
 
يذكر أن أكثر من ثمانين ألف شيعي شيّع جنازة الشيخ المفيد (رح) بينهم اكثر من ألف مجتهد وقد صلى عليه تلميذه وخليفته الشريف المرتضى (رح)، ثم دفن إلى جوار الكاظمين (ع).
 
قيل أن الإمام الحجة (عج) رثاه بثلاثة ابيات من الشعر عشية دفنه، فقد وجدت هذه الأبيات مخطوطة على تراب قبره الشريف:
لا صَوَّتَ الناعي بفقدك إنه .. يومٌ على آل الرسول عظيمُ
إن كنت قد غُيبت في جدث الثرى .. فالعدل والتوحيد فيه مقيمُ
والقائم المهدي يفرح كلما .. تُليت عليك من الدروس عُلومُ
 
نور الله قبره بولاية امير المؤمنين وبعلمه الذي نفعنا به.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=77608
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 04 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 14