ربما نستغرب ونستنكر الفاصل الحضاري الذي يعزلنا عن كل الدنيا، ويتركنا كأمة ذات لسان واحد بين إتهامات الخارج وحروب الداخل؛ نواجه قدراً مرعباً تلوّنه الدماء وتدل عليه صراعات الآلهة، وبطون لا تجد ما يسكّن آلامها. أما آن الآوان لحل معضلة الإستغراب؟!
لم يحن ذلك بعد، وما زال مشوارنا طويلاً.. قد نسكّن آلامنا بسرد قصص الماضي، ولعل ذلك الماضي يضيف إلى مقدساتنا (فساءاً) جديداً يتخلل أصوات الأزهر المحدّدة قوتها ب(٣٠) ديسيبل كشرط مانع للطهارة و(٤) ثواني كزمن، في حال عدم توفر جهاز قياس الصوت بالديسيبل!..
فيزياء قياس بواعث المؤخرة، أحدثت إرتياحاً شديداً بين صفوف (العلماء)، إذ أصبحوا قادرين على الإستمرار بتراويحهم وصلاواتهم الأخرى مع أعطاء المؤخرة كامل الحرية في التعبير عن إمتعاضها من الطريقة الحيوانية التي يتعامل بها هؤلاء مع المواد الغذائية!..
يبدو إنّ تحوّل رجل الدين في مؤسسة رسمية تصدّر (الغازات) الحميدة، إلى دابة لا هم لها سوى ممارسة غزيرة ملىء البطن؛ أوجد الحاجة لإتمام متطلبات الدكتوراه في علوم (الضراط والفساء) بغية التمييز بين الحميد والخبيث من مخرجات المؤخرة!..
لا يهتم العالم الإنساني بأصوات أو روائح مؤخرات علماء الأزهر أو غيرهم، بيد أنّ الجميع مهتماً بالأصوات القبيحة التي تصدر من أفواههم؛ أصوات أدت إلى دماء غزيرة، وكرامة مهدورة لأمة بأكملها.
ونحن نعيش الذكرى السنوية الأولى لمنح أحد مشايخ الأزهر شهادة الدكتوراه في الشريعة والقانون تحت عنوان (فقه الضراط)، ما زالت الأمة تعيش في مكب فضلات أؤلئك (العلماء)، وليس آخرها الكمية الكبيرة التي أخرجها مقتدى الصدر محدثاً إهتزازاً رهيباً في الوضع العراقي نتيجة لذلك (الضراط) غير القابل للقياس بوحدة ديسيبل!.. من يدري، ربما تظهر دكتوراه جديدة تعطي مدىً أوسع، فبعد الرقم القياسي للصدر في هذا العلم؛ أصبحت الأمة بحاجة إلى مقياس جديد.. تلك أمة رأسها في دبرها، فأستحقت ما يحصل..!
شكراً للأزهر.. |