• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الجزء الثالث . عقوبة الزاني في الاديان. .
                          • الكاتب : مصطفى الهادي .

الجزء الثالث . عقوبة الزاني في الاديان.

 عندما تقول (دين الرحمة) فهذا يعني مراعاة مشاعر الناس واحاسيسهم ونفسيتهم التي تقف وراء افعالهم فيُصحح لهم الدين أولا ثم يُحذرهم ثم يردعهم لكي لا تتحول بعض السلوكيات الشاذة إلى وباء ينتشر بين الناس فيشل ارادتهم نحو تحقيق الهدف الذي خُلقوا من أجله. ولكن يجب تقديم الحلول أيضا قبل القيام بأي عقاب فإذا حرّمت شيئا فعليك ان توفر البديل له.
 
وهذا ما نراه يلوح واضحا في كافة الأديان ولكن مع الاسف أن تدخل الإنسان في شؤون السماء أدى إلى وضع قوانين وتشريعات خاطئة فاقمت من اوضاع الناس الحياتية ولم توفر لهم الامان والسعادة.
بيّنا في الجزأين السابقين بعض احكام الأديان التوحيدية حول حكم الزنا ولم نتوسع فيه فقهيا لأن الفقه اصله التشريع وانا تناولت التشريع فقط لأن الفقه بدا فيه الارباك واضحا حول نوع العقوبة التي يُلاقيها الزاني خذ مثلا أحكام الزنا عند بعض الفقهاء ، وستبكي على الإسلام وأهله. 
مثلا أبو حنيفة النعمام بن ثابت بن زوطي الذي يطلقون عليه الإمام الأعظم وله اتباع ينتشرون في كافة أنحاء العالم هذا الفقيه يرى نكاح الأم وان علت، والبنت وان نزلت، والأخت وبنت الأخت والعمة والخالة، جائز بشرط لف الحريرة على ذكره . وإذا اشترى الرجل أمه وأخته وقرابته، جاز له نكاحهن، والأجير إذا استأجره جاز له أن يلوط بلف الخرقة،.(1). بينما يرى فقهاء آخرون أن مداعبة الام العزباء الارملة أو التي تعاني من فقدان الزوج مداعبتها من قبل ابنها لا عقوبة له لأنه في رأي هذا الفقيه موجب لمنع الام من الوقوع في الزنا وهذا من الفتاوى الحديثة التي لم يُبين لنا هذا الفقيه من اين استقى فتواه. 
وكذلك بعض الفقهاء يرى أن الاستمناء او نكح الذكر لا بأس فيه في موارد معينة مثل السفر ومن هنا صاغ هذا الفقيه فتواه على شكل (ارجوزة شعرية) يقول فيها :
 
وجايزٌ فيك غلامُ امردِ ـــ لا سيّما الرجل المجردِ 
هذا إذا كان وحيدا في السفر ــ ولم تكن أنثى تفي عن الذكر. (2)
 
وقد فسر بعض الفقهاء ذلك بأنه (الاستمناء) بينما فسره البعض الآخر بأنه نكح (الغلام) وكذلك رأى بعض الفقهاء أن الشاب إذا قام بتقوير البطيخة ونكحها لا اشكال فيه فهو افضل من الوقوع في الحرام وهكذا في فتوى (الاكرمبج والخيار) بالنسبة للمرأة بينما يرى بعض الفقهاء المعاصرين أن جلوس المرأة على الكرسي حرام لأن الكرسي بحكم (سرج الفرس) الذي حذر منه نبي الاسلام (ص) حيث حذر من جلوس (الفروج على السروج).كل هذا التخبط جاء نتيجة عدم وضوح النص نتيجة لتلاعب وتدخل الانسان وهو ما نسميه التحريف أو دس الحديث لغايات معينة. 
في هذا الجزء ساتناول حكم الزنا في الأديان الغير توحيدية وهي تشريعات مما صاغته يد الإنسان لنفسه بعد أن رفض تشريعات السماء، قارن بين هذه الاحكام وما في الاسلام من أحكام لتتضح لك معاني الرحمة التي تلوح من خلال الاحكام الاسلامية وانها احكام ليست انتقامية بقدر ما هي توجيهية . 
في كتاب المشرع العظيم (منّو) أو ما يُطلق عليه (شرع منّو سمرتي). (3) وهو اعظم كتاب لدى أمة الهند ومن يليها من معتنقي هذا الدين.يخلو هذا الكتاب من عقوبة الرجم أيضا. ولكن وردت فيه احكام بشعة للغاية وتخلو من الانسانية وتكاد الديانة الهندية تنفرد بمثل هذه الاحكام الغريبة. 
خذ مثلا ما جاء في شرع منّو وهو الشرع العام للهنود والذي تكاد شرائعه تطغى على كل التشريعات الأخرى في الهند . 
ففي الفقرة 376 من شرع منّو سمرتي حرمت هذه الشرائع المصافحة بين الرجل والمرأة تحريما تاما واعتبرته نوع من أنوا الدنس وخصصت لمن يقوم بذلك عقابا مخيفا .
 
(( إذا دنس رجل فتاة بإصبعه ، تقطع إصبعان من أصابعه فورا ، ويُعاقب بغرامة مالية قدرها (600) بل )) .
وفي الفقرة (357 و 358) اعتبر الجلوس مع المرأة في موضع واحد أو مس أي موضع من المرأة نوع من أنواع الزنا : ( من الزنا أن يمس الرجل من المرأة موضعا ) .
 
وأما عقوبة الزنا الصريح ، أي من يضبط متلبسا بجريمة الزنا فحكمه : (على الملك أن يعاقب من يزني بامرأة شخص آخر عقابا صارما ، يُحدث رهبا ورعبا) .
 
وفي الفقرة (359) جاء : ( يُقتل الزاني لأن حفظ نساء الفرق كلها أمر واجب ) .
 
وفي الفقرة (359 ) جاء أيضا : ( يُعاقب الرجل الذي تقضي معهُ المرأة وطرها بالحرق بأن يوضع على سرير محمي وتوقد تحته النيران حتى يموت ).
 
وأما عقوبة من يزني بامرأة الكاهن (البرهمن) وهو بمثابة العالم فقد جاء في الفقرة (104 ) (على من يدنس فراش كرو أن يعترف بجريمته ثم يستلقي على سرير حار حديدي أو يُعانق تمثالا حارا مصنوعا من حديد بشكل امرأة ويظل معانقه حتى يموت . أو يقطع بيده احليل نفسه وخصيتيه ويأخذها بيديه ويتجه نحو الجنوب الغربي راكضا حتى يقع ميتا ) .
 
ولو طالعت ما جاء بحق المرأة في هذا الكتاب الغريب لعرفت معنى ما جاء به الإسلام من أحكام واضرب لك مثالا واحدا ، وهو حكم المرأة التي تقصر بحق زوجها ، فقد جاء في الفقرة (371) : 
(إذا أبت الزوجة أن تقوم بما عليها لزوجها من واجبات الزوجية ، فعلى الملك أن يجعلها فريسة الكلاب على مشهد من جماعة من الناس ).
 
وأما رأي هذه الديانة في المرأة بصورة عامة فتتلخص بما جاء في الفقرة (17) : (أن منّوجي أودع في فطرة المرأة ، حين خلقها ، ميلها إلى الأهواء النفسية وإلى الغضب وقلة الوفاء والمكر وسوء الخلق ). 
وكذلك جاء في الفقرة ( 87) : (ان الرجل الذي يستعين على أداء طقوسه الدينية بإحدى زوجاته يصبح حقيرا) . 
وفي الفقرة (17) : ( أن المرأة محرومة من القوة ومن علوم الويد وهي أنجس من الكذب نفسه ). 
وفي الفقرة (78) : ( إن المرأة التي لا تحترم زوجها لعيوب في مثل : لعب القمار والسكر والحرص يجب أن تحتمل ثلاثة شهور ثم للزوج أن يجردها من متاعها وأثاثها ) .
 
وفي الفقرة (83 ) : (إن المرأة التي تنفر من زوجها لجنون فيه أو لأنه من الأسافل أو لأنه خصي أو عنين أو مصاب بمرض، لا تُطرد) . 
وأما في القوانين الوضعية لحضارتنا الحالية فإن مرتكب الزنا واللواط لا يُعاقب مالم يكن هناك اغتصاب. 
المصادر: 
1- كتاب الأربعين في إمامة الأئمة الطاهرين، ص 647.
2- العلامة سلطان الواعظين السيد محمد الموسوي الشيرازي كتاب ليالي بيشاور - موضوع شبهات وردود ص 565- طبعة دار العلوم بيروت.
 
3- وهو الكتاب المقدس للديانة الهندوكية اعظم ديانات الهند ويشرح هذا الكتاب احكام هذه الديانة وعادات الناس وطقوسهم وعباداتهم شرحا مفصلا. وقد ترجمه إلى العربية الدكتور إحسان حقي. من كتاب منّو سمرتي الدكتور إحسان حقي طبع بيروت الأولى 1409 ـ 1988 وهو بعض الأحكام المأخوذة من ا لكتاب المقدس لدى الهنود (منو سمرتي ) أو شرع منّو .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=77324
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 04 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13