انسحب الرئيس الإيراني حسن روحاني ، والوفد المرافق له من حضور البيان الختامي الصادر عن القمة الإسلامية المنعقدة في إسطنبول . جاء هذا الانسحاب احتجاجاً على ما يتضمنه البيان من إدانة للتدخلات الإيرانية والاعتداء على السفارة السعودية في طهران . إن هذا الموقف مهما حاول البعض أن يجد له من تفسيرات وتبريرات ، قد يكون مفيدا بالنسبة للقضايا العربية ، واعتقد انها بمثابة ضربات قاضية ضد الذين يعملون لإنهاء المشروعات التحررية في الوطن العربي ، من هنا تكسب مواقف ايران أهميتها بالنسبة للشعب العربي ، والشعوب الإسلامية . وإن ايران الذي يسلك سياسة عدم التبعية ، يربط علاقات ودية مع الشعوب الإسلامية وهذه الأخيرة تعترف بالجميل لإيران لدوره في تأييد إخوانه العرب في قضاياهم العادلة . لا يجب أن يغيب عن الأذهان هنا أن ايران في الوقت الحالي لديه ما يشغله في تنفيذ برنامج السنوات القادمة في داخل الوطن بعد رفع العقوبات الغربية .. وفي نفس الوقت من الواضح ان ايران لا تضيع وقتا في وضع الأسس التي سيقام عليها نفوذها كدولة عالمية في غضون العقد القادم . وبطبيعة الحال فإن الجو مخالف تماما في السعودية ، فهي تعلم أنها دخلت في نفق مظلم وهي الآن تحاول الهبوط من الشجرة التي صعدت إليها بدون تخطيط ؟ ! وهذا الهبوط سيكون من غير شك صعب للغاية . وليس من شك أن الكثير من المسلمين يستغربون الدعاية المغرضة التي أحيطت بالوفد الإيراني !! كما ان فيهم من يستغرب موقف الرئيس التركي من البيان الختامي . ما يعيب على السعودية وما في فلكها اتهام ايران بالإرهاب وهي تعلم ان هذا الأخير لا يحبه أي ايراني سواء كان من السلطة أو من المعارضة ، ولكن إذا شهدوا بأن الإرهاب يهدد دولة شقيقة فإنهم لا يرون لماذا يمتنعون عن مقاومته بكل ما لديها من قوة . على كل حال كان من المفروض على منظمي القمة أن يدرسوا جميع المشاكل من غير ترتيب وبدون استثناء حتى تبرز نقاط الخلاف من نقاط الاتفاق ، وفي نهاية المناقشة العامة يتبين للطرفين المواضيع الرئيسية التي يختلفان فيها والتي تستدعي بحثا خاصا ... وهذا لم يتحقق ؟ ! لذلك انسحب الوفد الإيراني . أن الشعب الإيراني يؤمن بان محمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا ، وبالقرآن كتابا ، وبالكعبة قبلة ، وبالمؤمنين أخوة ... فلماذا إذن هذه الخلافات . |