ها قد اتيتكَ أحملُ الأوراقا

فاجلس لنُبرِمَ بيننا الميثاقا

 

أرهقتني طلباً وعشتُ مكابداً

خوفَ الوثاقِ فلا أطيقُ وثاقا

 

صيرتني هدفاً لقوسكَ لم يخِبْ

يوماً، ولم يكُ يعرفُ الإشفاقا

 

مزقتَ أحلامي وكنتُ أخيطها

بخيوطِ صبرٍ تُعجزُ الرُّتَّاقا

 

وسبيت من عمري زهورَ ربيعِهِ

تغفو وتصحو ترتجيكَ عِتاقا

 

قد كنتُ أخشى من لقائكَ سابقاً

واليـــــومَ جئتُ ولِلِّقـــــا توَّاقـــــا

 

لأقول إنك في الحقيقةِ خاسرٌ

ريحُ الأسى لا تخمدُ الأشواقا

 

والليلُ مهما راح يحشدُ جندَهُ

جيشُ الدُّجى لا يهزمُ الإشراقا

 

عاهدتَ نفسكَ أن تجرِّد خافقي

من حُبِّهِ فانظر إليه دِهاقـــــا

 

ملآى جوانبُهُ بحبِّ المرتضى

إنْ ماس صبَّ صبابةً ورُحاقا

 

قد كـــــان، لمَّا، لن يزالَ بحبِّهِ

وإلى القيامةِ نابضاً خفَّاقـــا

 

أوما علمتَ بأنَّ حبَّاً صـــاغهُ

الرحمنُ تأبى روحُهُ الإزهاقا

 

يا أيُّها الألمُ المسابقُ فرحتي

سارع خطاكَ فلم أزلْ سبَّاقا 

 

أو جرَّ أذيالَ الهزيمةِ معلناً

أنِّي انتصرتُ ووقِّع الأوراقا