كنت أريد ان أنشر رسالة للسيد مقتدى الصدر بعنوان : إلى ولدي مقتدى، لكني أجلّتها بسبب التطور الفوضوي الأخير في البرلمان.
بعيداً عن جميعِ أطراف الصراع وعواطفِها وقصرِ الذاكرة، وبعيدا عن التأييد او الشجب، فإن مايحدث في العراق قد يهدد بحرب داخلية وخارجية شاملة.
ليس دفاعا عن أي رئيس من الرئاسات الثلاث، لكن تحليلي إن الحلفَ الجديد الذي يتشكل من السعودية وتركيا ومصر باسم جديد ومكشوف هو( التحالف السني ) ضد ما يُعتبر تحالفاً بأسم( الهلال الشيعي) يسعى لخوض الحرب ضد إيران في الساحة العراقية. والفوضى الأخيرة في العراق تمهد لذلك.
مايحدثُ ليس إصلاحاً ولا صحوة ضمير. مايحدث هو العمل على إحداثِ فراغٍ في القرار السياسي أيّاً كان ضعف أو إرتباك هذا القرار لترك العراق ساحة مكشوفة بدون حكومة ولا دولة شكلية، وانما حروب طوائف ومناطق لصالح قوى غير عراقية.
هناك (قواعد سياسية) لهذا الحلف في البرلمان العراقي الذي كان بنظر العراقيين ،حتى يومِ أمس، برلماناً فاسداً وتحول فجأةً إلى برلمان إصلاح بسبب قصر وضعف الذاكرة التي نتمتع بها. والمطالبة بإقالة الرئاسات الثلاث بهذه الفوضى يعني ترك العراق بلا قرار، والتمهيد لفوضى وصراعات قد تقود الى حرب داخلية مطلوبة إقليميا، ولحد ما ، مطلوبة دوليا. فطبولها بدأت تقرع.
هناك تغطية وتضليل في الزيارات واللقاءات الاقليمية والدولية مع المسؤؤلين العراقيين التي تخفي في باطنها مؤامرة. نعم، مؤامرة سواء آمنتم بنظرية المؤامرة أم لا. فالتخطيط من أجل المصالح سراودون معرفة العراقيين بما يخطط لهم هو مؤامرة بالمعنى اللغوي.
اتمنى أخذ الموضوع بنظر الأعتبار والتأني في الأندفاع وراء مايحدث وتصويره صحوة ضمير من برلمان فاسد وحكومة ليست أقلَّ فساداً وسياسيين تسلقوا سلالم الصدفة.
الحلول موجودة لدى العقلاء ، وكل ما هو مطلوب ان يسمعهم السياسيون الحاكمون.
منقول من صفحة الكاتب نبيل ياسين |