• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : رسالة الشعر ثقافة .
                          • الكاتب : عامر ناجي حسين .

رسالة الشعر ثقافة

 من المؤسف حقاً النظر إلى الشعر من زاوية ضيقة تتجسد في حقيقة أن الكلام الموزون المقفى هو شعراً أو كلام شعري لا اكثر ولا اقل وما يطلق عليه بديوان العرب أطلقت عليه التسمية لهذا المعنى المحدود ليس ألا حسب فهم البعض. 
أن نظرة سريعة مجملة على القصائد الشعرية التي قيلت في عصور الجاهلية وفي عصور صدر الإسلام وانتشاره بعد تثبيت أركانه وصولاً إلى ما عرف بالعصر العباسي الثاني تدل وبما لا يقبل الشك على أن قول الشعر لم يكن وسيلة للترف أو الترفيه كما يحاول الكثير تصوير ذلك بل على العكس من ذلك نجد أن البيت الشعري كان بالإضافة إلى المفردة الأصيلة والتصوير البلاغي الرصين الذي يحويه يضم أيضاً حقائق اجتماعية اقتصادية سياسية تاريخية فنية وحتى الطبية والفلسفية لذا فما كان يسمى بديوان العرب هو الشعر صورة والعلم والإلمام بضروب الحياة المختلفة حقيقة لذا فالشعر وما عبر عنه من تسميات ونعوت يمثل الثقافة بشكلها العام المتخصص في فرعيات أصنافها الادبية البحتة وصولاً إلى الحقائق العلمية المجردة وعليه فضرورات الشعر لا تنحصر في ضخ الكم الهائل من القصائد كيفما اتفق لأن الشعر ضرورة قد تعني الكثير فيما لو تم توجيهها الوجهة الصحيحة وهذه الوجهة التي نعني تنحصر في أمرين الأول سبب قول البيت أو الأبيات الشعرية بشكل عام وما تؤلفه بوحدتها الموضوعية قصيدة قائمة تجسد مظهراً أو تصوير لحالة إنسانية معينة أما الأمر الثاني فيتعلق بضرورات خاصة بالملكات التي تتركب بتظافر أجزائها بفكر الشاعر وهو ما يطلق عليه تسمية ثقافة أو الثقافة الموسوعية وأن مجرد كون الشاعر هو شاعراً لا تنفي حقيقة أن هذه الشخصية تبقى قاصرة عن حقيقة المطلب الرئيسي للشعر سواءً أن كانت بيت شعري واحد أو قصيدة بكاملها وهذه الحقيقة تكمن في إيصال كل المجتمع الذي أضحى في ظل سعيه لتحصيل سبل العيش اللامحدود يتطلع إلى أن يكون ملماً بمعين المعرفة المتأتي من قراءته للشعر لمِا يعنيه هذا الضرب من ضروب الأدب الناصع سبباً لاتخاذه الوسيلة الفضلى للتعرف على شتى أصناف المعرفة بما فيها العلمية  أن قراءة الشعر والنظر إليه من زاوية واحدة صورها البعض على أنها لأغراض لا تتعدى وسيلة الإمتاع والمؤانسة تعد امراً خطيراً قد لايكون معه للشعر مكانة ومواصلة نتيجة الانحسار الذي يتسبب عن الفهم الخاطئ لأسس البناء الشعري أولاً ولحقيقة نشأة الشعر وتعدد ميادينه ثانياً. 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=77016
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 04 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13