• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : اللغة العربية تؤيد الإمامة .

اللغة العربية تؤيد الإمامة

 زار الشيخ محمود الألوسي من كبار علماء العامة صاحب التفسير المشهور , زار ذات يوم المرجع الكبير المقدس الشيخ جعفر الكبير في مجلس درسه .  
 
فسأل الشيخ الألوسي الشيخ جعفر : سلمنا بوجود أمر باتباع أمير المؤمنين علي ع , و لكن لا يوجد نهي عن ترك اتباعه إلى غيره , فما الدليل على الالتزام بالنهي عن ترك اتباعه و النهي عن تقديم أي أحد غير علي ع ؟. 
فأجاب الشيخ جعفر الكبير فورا و بدون تريث  :  
 
فهمنا ذلك من قوله تعالى : " ما كان لأهل المدينة و من حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله و لا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه " , سورة التوبة  آية 120 . 
 
 و معلوم في اللغة العربية أنه إذا ذكر الاسم الظاهر للشيء , فإذا أريد بعد ذلك الرجوع إليه فيؤتى بالضمير و لا يؤتى بالاسم أو الوصف في الرجوع إليه  .  
 
و في الآية ذكرٌ للرسول ص ثم أعقب ذلك بقول : " عن نفسه " . و لو أراد الله الرسول ص لقال : " عنه " , فلماذا قال : " عن نفسه " ؟. 
 
تحيَّر الشيخ الألوسي و قال :  
 
إن قلت : أن القاعدة المذكورة غير صحيحة فسأبطل جزءا مهما و كبيرا من النحو و بالتبع سأبطل تفسيري لآياتٍ كثيرة جدا  لاعتماده على هذه القاعدة  . و إن سلمتُ بصحة القاعدة , فالمفروض أن يقال : " عنه " لا " عن نفسه " . 
 
فطلب من الشيخ جعفر أن يتفضل بتوضيح معنى " عن نفسه " في الآية المشار إليها . 
 
أجاب الشيخ جعفر : " عن نفسه " يعني أمير المؤمنين عليا ع , و في ذلك نهي عن تقديم أي مسلم نفسه على  أمير المؤمنين ع . 
 
فقال الشيخ الألوسي : من أين استفدت ذلك ؟ 
 
 أجاب الشيخ جعفر : من آية المباهلة : " و أنفسنا و أنفسكم "  , حيث جاء النبي ص للمباهلة بالزهراء ع ممثلة للنساء و بالحسنين ممثلين للأولاد و بعلي ع ممثلا نفسه ص . 
 
ففي الآية الأولى نهي عن الرغبة بأنفسهم عن نفسه و آية  آية المباهلة بينت أن عليا هو نفس الرسول ص . فبضم الآيتين معا نستفيد النهي عن تقديم الإنسان نفسه على علي ع .  
 
فقال الشيخ الألوسي متعجبا و مقبلا يد الشيخ جعفر : كأني لم أقرأ هذه الآية من قبل !. 
 
فخرج الشيخ الألوسي راجعا إلى بغداد مكتفيا بهذه الفائدة العظيمة . 
 
🔸بعد أن خرج الشيخ الألوسي , قال بعض تلامذة الشيخ جعفر لأستاذهم : نحن أيضا لم نسمع منك هذا التفسير للآية رغم حضورنا بحوث تفسيرك . 
 
فأجاب أستاذهم الشيخ جعفر : و أنا مثلكم لم يحضرني هذا الاستدلال من قبل  , فقد خطر على بالي للتو . 
و هذا شاهد واضح على تسديدات إلهية على يد أهل البيت ع لرد شبه  المخالفين تأييدا لأعمدة المذهب و حفظا لأسس المذهب الحق .  
 
🔹مراجعنا أولياء الله نذروا أنفسهم لله مخلصين فأصبحوا أهلا للتسديدات الربانية و التأييدات الإلهية .  
فرحم الله الماضين منهم و عطر مراقدهم و أيد و أنار براهين الباقين و نصرهم .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=76761
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 04 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13