• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الاصلاحات بين تمركز الدعوة وهجوم الصدر ؟!! .
                          • الكاتب : محمد حسن الساعدي .

الاصلاحات بين تمركز الدعوة وهجوم الصدر ؟!!

تحدثنا كثيرا عن الاصلاحات ومفهومها السياسي ، ووقفنا اكثر على تعريف مفهوم الاصلاح ، ولكن اللافت هو دخول الصدر على خط المواجهة والاصلاحات ، وبصيغة الهجوم مخترقاً جميع الوسائل السياسية في فرض الاصلاح على حكومة العبادي ، اذ تحولت المطالبة بالاصلاحات من الخروج بالتظاهرات الى الاعتصام المفتوح ، وفي داخل المجمع الحكومي او ما يطلق عليه باصطلاح "المنطقة الخضراء " كما ان خطاب الصدر تغير من المطالبة الى التهديد والنزول الى الشارع ، الامر الذي جعل الوضع السياسي يمر بأصعب حالاته ويمثل خطراً حقيقاً ، فالمشهد السياسي يمر الان بمنعطف خطير ، وهو ما يعتبر مرحلة  مخاض لوضع جديد مقبل ، خصوصاً بالتزامن مع الانتصارات المتحققة على الارض ، مما يمثل دافعاً قوياً باتجاه النصر ، وتحقيق النجاح على المستوى الامني ، الامر الذي يجعله فينعكس على الوضع الاقتصادي .
ما يقوم به الصدر من تحرك ربما بدا غريباً ،فبعد ثلاثة عشر عاماً من مشاركته في الحكومات المتعاقبة في العراق ، يظهر مطالباً بالاصلاحات ، هذه الحكومات التي مثلت آسوء حكومات في تاريخ العراق الحديث ، فلا نعلم لماذا هذا الظهور المفاجأ للصدر ومطالبه في الاصلاح،ولماذا الان ؟!! ، وهل عملية المطالبة بالإصلاح تأتي من أطراف مشاركة في الحكومة ، ام ان المطالبة بالاصلاحات تأتي من خلال سياقات قانونية ، ومن خلال البرلمان او التحالف الوطني والذي عد الصدر واتباعه احد اركانهما ؟!! .
ان المطالبة بالاصلاحات لا يمكنها ان تمرر عبر الاعتصام ، خصوصاً من أطراف  مشاركة في المشكلة ، وهي جزء من هيكلية دولة وحكومة ، فأسلوب الاعتصام مع وجود التهديدات الامنية المتمثّلة بداعش لا يبدو من الصواب ، ولا يمثل عملية اصلاحية ، بل كان الاولى ان يعلوا صوت المطالبة في قبة البرلمان ، عبر ٣٤ نائباً يمثلون الصدر وتياره ، وهم يمارسون علمهم اليومي ، ويستلمون رواتبهم وامتيازاتهم بشكل طبيعي وسلس ، كما يجب ان يكون الاصلاح شاملاً لوزراء ووكلاء ومدراء التيار الصدري في الحكومة ، وان يعلنوا برائتهم من الفساد والمفسدين ، والا فانه سيبدو مثل "ذَر الرماد في العيون " ؟!!
في الجانب الاخر من ساحة المعركة ، بدا حزب الدعوة ورجاله ، وفي مقدمتهم السيد المالكي ، والعبادي ، وهم يدافعون عن وجودهم  السياسي ، ونفوذهم الحزبي والحكومي ، على جميع مفاصل الدولة العراقية ومؤسساتها ، فعلا صوت الدفاع عن القصر والطائرة والامتيازات ، وعلا صوت الدفاع المستميت عن الوجود الديكتاتوري الحزبي ، وبدا السيد العبادي منهاراً امام هجوم الصدر واتباعه ، ووقوفه امام ساتر البقاع الخضراء ، وبين ضغط الدعوة والمالكي ، فبدا محتاراً لا يملك الإرادة في التغيير ، خصوصاً مع تشبث الرجال المخضرمين (الشهرستاني ، الجعفري ) بكرسي النفوذ ، وتغاضيهم امام المطالب المشروعة في الاصلاح والتغيير والتي نادت بها المرجعية من قبل ، فلماذا يسمع صوت القوة والتهديد ، ولا يسمع صوت العقل والحكمة ، بل تغلق الاذان امام هذه المطالب ؟!!
بدا واضحاً مع وجود الصراع السياسي والحزبي ، بين الأحزاب المتنفذة ، ان لا إصلاح حقيقي ، وحتى لو جرى تغيير هنا او إصلاح هناك ، فان مشاكل البلاد لا تنتهي ، لان العقلية السياسية لهذه الأحزاب تركبت على اساس صراع وجود ، دون النظر الى التنافس في خدمة المواطن الذي كان حطب الصراع والديكتاتوريات التي تعاقبت على حكم البلاد ، لان الخطأ ليس في الحكم او الادارة ، بقدر ما هو السياسات وانعدام الرؤية لمستقبل البلاد ، وان ما يحصل ليس الا تقاسم في السلطة ، والحصول على مغانمها ، لهذا صراع الوجود سيبقى بين الأحزاب والتيارات المتنفذة ، وسيبقى المواطن "الارض الحرام " لهذا الصراع .

كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : ابو الحسن ، في 2016/03/30 .

الاخ الكاتب الكريم
ولو اني يائس من مسرحيه مقتدى كمسرحياته السابقه لكن على قول المثل الشعبي صواب اعمى وطاح بارنب عسى ولعل هذا الاعتصام يزيح عنا هذه الشرذمه من السفله السراق التي جثمت على صدورنا ونئمل بعراق جديد فيه لغه الحب والوئام بدل المفخخات والسرقه والخصام على الكعكه بين سياسي الصدفه
وماذلك على الله بعزيز



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=76435
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 03 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13