• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : سفر التيه ... قصة قصيرة جدا .
                          • الكاتب : احمد النبعوني .

سفر التيه ... قصة قصيرة جدا

حملت حقيبتي ومسحت دموع عيني مسرعا...... ودعت زوجتي بالسر ولم أودع اولادي عامدا ذلك فأنا لا استطيع النظر في عيون اطفالي ساعة الوداع وهي تسأل : بابا إلى أين تتركنا وتذهب ..؟ في المطار حضر أحد الأصدقاء يودعني وأذكر إنني شربت معه نخب سفري في حديقة المطار ....حلقت الطائرة عاليا ...حينها شعرت إنني اقتلع من جذوري مرغما ...ألقيت نظرة الوداع الأخير إلى مدينتي وإلى ماردين التي كانت هي الأخرى تراقبني عن بعد فوق قمة التل .....وصلت إلى دمشق ....آه يا دمشق العزة والفخار هذا هو مطارك الحزين الخالي من المسافرين ....بعدها ألتقيت مع الأصدقاء القدامى في المدينة ...عادت ألي نشوة وذكريات الجامعة وقضيت معهم أجمل السهرات والضحكات وقلبي يعتصر من الحزن على فراق أولادي .....قطعت تذكر الرحيل الأخير من بيروت اإلى أزمير ....ومنها عبر البحر.... قدمنا أرواحنا نحن السوريون قربان لحياة وولادة ثانية ....رهبة ورعب البحر في عتمة الليل وبقارب صغير لن يستطيع وصفها سوى أهل الوطن الذين عبروا قبلي أو بعدي منه ...وصلنا اليابسة في جزيرة يونانية بعد خمسة ساعات من الموت المحتم .....وصلنا ونحن نشبه أهل القبور المذعورين من الحياة مجددا ....وجوهنا صفراء شعورنا بيضاء من شدة الفزع والخوف ...ومن اليونان الجميلة البسيطة الحزينة بلد الأسطورة والفلسفة والفن إلى بلاد البلقان فالنمسا ..........ونحن في طابور طويل يشبه طابور يوم القيامة ....واقتربت ساعة الهدف الأخير لرحلتنا حينها أدركت إنني في نهاية الحلم إنني داخل إلى غربتي إلى سجني ( ألمانيا ) ها .....ها ....-ها قد وصلت آخيرا أيها المهاجر إلى مبتغاك - .......إنني أرتجف مضرب الحركة خطوة إلى الامام خطوتين إلى الوراء ....أعلم جيدا أنه لم يعد هناك فائدة ترجى من التفكير ....إنني داخل إلى غربتي إلى العروس التي لم ينتقيها قلبي أنني مجبر على الزواج منها ...آه كم هو مؤلم هذا الموقف ....على الحدود نصبوا لنا خيمة بيضاء ....في سبيل الانتظار وتنظيم الدور ...العاب للاطفال ...الوان اقلام للرسم ....مسكت ورقة بيضاء وسجلت عليها آخر مشاعر العنفوان والفخر والرجولة لدي .......بلادي وأن كانت رمال غالية ...وليلى وان كانت سراب حبيبة .وذيلت أسمي تحتها ولصقتها عمدا في صدر الخيمة .هلو ألمانيا .
أحمد النبعوني 
فولفس بورك 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=76344
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 03 / 27
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12