بحكم حرّية الرأي التي تتشدّق بها الأفواه وتخطّها الأقلام وتصدح بها منابر المعرفة وتبثّها مواقع التواصل الواسعة الانتشار :
فأنا لستُ مرغِماً حرفي على الكتابة فيكِ
ولا يراعي على الغور في محاور معانيكِ
سهلٌ علَيَّ التنصّل عمّا يُتداول في ناديكِ
بفعل ترويضي إحساساً ورؤيةً لفظت قيود التذليل
وكلمةً سرّحتها من مقابض التسليم العليل
وقناعةً ضربتُ بها أُسّاً في الأعماق شامخَ الدليل
سهلٌ علَيَّ العبور من ساحلٍ إلى آخر من كلّ بحرٍ عريضٍ طويل
لكنّ مرفأ العشق ومرتع الولاء ومسكن الروح صعبٌ علَيَّ هجرانه مستحيل
إنّه يستدعي وأد القلب وتعطيل اللبّ وقتل الضمير
يستدعي نفَساً بلاشهيق وأثيراً ملؤه آه الزفير
يستدعي حياةً مَيتةً لاتساوي شَرْوى نقير
فأيُّ حياةٍ تطيب وقد نأت عن ذاك النمير
عن آل بيتٍ طُهّروا من دنسٍ وهُمُ رشح الغدير
هم الحجّة الباسقة والعلّة السامقة والخير الوفير
فكيف بنا الطرب لترنيمة مزامير لاتعزف لحن الأمير
لحنَ الوصي صهر النبيّ ذي السجلّ المنير
قسماً بتفّاحة الفردوس وضلع السماء
قسماً ببضعة المصطفى وميزان الحبّ والإيذاء
قسماً ببهجة قلب المرتضى وأُم النجباء
قسماً بشعار الدين وسيّدة النساء
قسماً بأصل الانتماء فاطمة الزهراء
إنّ العيش دون ولائها خواءٌ في خواء
والريب في حقّها عداءٌ في عداء
فياأيّها المناوئ المرتاب في شأن الحوراء
أنا موجودٌ أنّى لزم البحث حوار العقلاء
موجودٌ حيث معاقل البصائر والدلائل الشمّاء
حيث مواطن المنطق والوئام والسلام والمرابع الغنّاء
حيث روافض العنف والترويع والحذف والأباطيل البأساء
حيث يشرئبّ العشق والضمير والولاء إجلالاً لمبادئ الحوراء
مبادئ النبيّ والوصيّ وبني الريحانة الزهراء
سيّدتي ! ياأُمّ أبيكِ وبعلكِ وبنيكِ
فأنا لاأُقسم عليكِ بالسرّ المستودع فيكِ
ولا بمحسنك الشهيد الذي عزّ فقده على كلّ محبّيك ولابجرح المسمار المغروس في ثناياكِ وصميم تابعيكِ ولابعصرة الباب التي مزّقت أحشاءكِ واستعرت لهيباً في صدور عاشقيكِ ... لأنّي واثقٌ مؤمنٌ معتقدٌ بأنّكِ لن تخيّبي ظنّ مواليكِ ، حين تأخذين بأيديهم شفيعةً يومَ الورود على حوض الكوثر الموعود، ياكوثر مريديكِ ، ياأزهر وأنبل وأسيد من طرّ نساء خالقكِ ومجتبيكِ . |