• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : قضية راي عام .
                    • الموضوع : علينا بمراجعنا العظام فهم "هداة الأنام" .
                          • الكاتب : كريم الانصاري .

علينا بمراجعنا العظام فهم "هداة الأنام"

 مذ ذاك اليوم حتى يومنا هذا : خصومنا هم الذين يهاجمون ونحن الذين ندافع ، هم يحاصرون ونحن نقاوم، هم يسعون بنا الحذف والتضليل والقتل والترويع ونحن نعايش .. أحقادهم لاترسو على مرفأ وكراهيّتهم موّاجة لاتهدأ  لكنّنا نتدبّر كيف نتقارب ، بل البعض منّا يتزلّف وينافق ويهادن ويتخبّط بين ركوب هذا وذاك القارب. 

 
ولطالما حاولوا إذلالنا وامتهان العزّة والكرامة اللتيين نحيا بهما ونزامط..
أمّا نحن فنسعى تقيّةً إلى كسب ودّهم ورضاهم بمختلف السبل والوسائل.
ولطالما آلمونا وجرحونا في الصميم واحتقرونا ونحن نطلب التواصل رغم مافينا -ولاسيّما حاليّاً- من القوّة والنفوذ والتسامق.
إلى متى يبقى زمام المبادرة خارجٌ عن أيدينا ولانسابق؟
إلى متى نبقى نترقّب منهم الهجوم لنفكّر كيف ندافع؟
إلى متى نظلّ نسترضيهم فلايرضون عنّا بالضرس القاطع؟
إلى متى هم الذين يقرّرون ونحن الذين قليلاً ما نرفض وكثيراً ما نوافق؟
إلى متى نحن الفرقة الضالّة الكافرة المهدور دمها غير المعترَف بها مذهباً إسلاميّاً بين المذاهب؟
إلى متى نعاني ونكابد؟
إنّ الدين الذي عرفناه والنهج الذي فهمناه والفكر الذي تبنّيناه يفرض علينا قائمةً طويلةً من الشروط والنظم والمعاني والأخلاق والأحكام التي لايمكن تجاوزها ومخالفتها رغم كلّ الصعاب والأخطار والآلام .
إنّ قادتنا عليهم السلام ومراجعنا العظام وعلماؤنا الأعلام  ونخبنا الكرام هم الذين فهّمونا : إنّ الدين هو الحبّ والوئام والاُلفة والسلام . وماعلينا سوى الانقياد والطاعة بالكمال والتمام.
لكنّ الخصم لازال يوغل في تأليمنا وتجريحنا وترويعنا، بل في حذفنا وقتلنا والقضاء علينا.
والجرح الأكثر إيلاماً ذاك الجرح السائل من طعن الشقيق، من نار الصديق، حينما يبرّر للخصم أداءه ويشرعن له فعله الشنيع، فما أقسى أن ينشقّ من بين ظهرانينا منشقٌّ ويعلو منّا صوتٌ ويغرّد خارج السرب مغرّدٌ لا لسببٍ سوى أنّه قد تضيع منه هذه الفرصة أو يفقد تلك اللقمة ، بل قاده الرأي الشخصيّ – لمطالب لم تتحقّق وغايات لم تحصل – إلى الاصطفاف في صفّ الخصم؛ علّ ذلك يشفي له غليلاً ويطفىء ناراً أشعلتها الأحاسيس الذاتيّة الغاضبة.
في زمن الغَيبة نحن ملزمون شرعاً بإطاعة مراجع الدين العظام دامت بركاتهم على رؤوس الأنام ، الذين هم أكثر إيماناً وإخلاصاً ومعرفةً وحكمةً ودقّةً وكياسةً وتدبيراً وتأمّلاً وتفكّراً في الفعل والترك عموماً .. ولكن أن نلتزم ببعض مايصدر منهم دون بعض فهو أشبه بإيماننا ببعض الكتاب والكفر ببعضه ، فليست القضيّة قضيّة مصالح ومنافع ورغبات خاصّة وآراء ضيّقة ، وليست القضيّة قضيّة حبّ وكره وحسابات معيّنة، إنهّا قضيّة دين ومذهب واعتقاد وأخلاق فوق كلّ الميول والرغبات ومعاني الشخصنة.
فهلّا لاحظنا الخصم على مدّ التأريخ ومؤخّراً على وجه الخصوص كيف يجنّد كافّة إمكانيّاته وأذياله وأضاليله لمواجهتنا ومحاصرتنا والعمل بكل مابوسعه لإضعافنا وشلّ قدراتنا وتحجيمنا كي يستعيد من جديد نشوة النصر المزيّف والإذلال المهين التي طالما أخذت مأخذها منّا أيّ مأخذٍ عظيم.
إلّا أنّ الذي يزيد الطين بلّةً ويمزّق الأحشاء تمزيقاً أنّ البعض منّا نجده للأسف يبرّر ويشرعن لهذا الخصم العنود فعاله وأساليبه الخبيثة المبرمج لها طويلاً ، فيعزف على أنغامه بفعل سلوكيّات صدرت ،  لاأدري هل هي عفويّة أم مقصودة أم تنفّذها أيادي غريبة أم مخطَّط لها للإيقاع بنا، سلوكيّات طالما رفضناها ومافتئنا نرفضها ؛ لتعارضها مع قيمنا ومبادئنا وأخلاقنا .. أمّا أن يتشدّق بها الخصم ويجعلها- خداعاً وتضليلاً – تمام العلّة ثم يقبل البعض منّا – لبساطته أو لحساباته الخاصّة – بجعله الظالم هذا فهو أمرٌ مؤلمٌ جارحٌ حقّا.
على الدوام، علينا الرجوع إلى منظومتنا الدينيّة ومؤسّستنا الشرعيّة، المتمثّلة -قيادةً في ظلّ غياب المولى الإمام (ع)-بالمراجع العظام لنأخذ معالم ديننا منها، دون استعجال وقلّة تدبّر وتأمّل، ودون القفز بمصالحنا ومنافعنا ومواقفنا الخاصّة على المصالح والمنافع والمواقف العامّة.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=74937
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 02 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13