بقلم استاذ جامعي متخصص بالقياس والتقويم
من المعروف ان الامتحانات هي اداة فاعلة لتقييم الطلبة ومعرفة مقدار مااستطاع الطالب ان يتعلمه من معلومات علمية قام بدراستها والحصول عليها من مدرس المادة وفق المنهاج المقرر وتقييم هذه المعلومات بصورة موضوعية ودقيقة يتم من خلالها اعطاء كل طالب حقه وفق مستوى اجابته وتحصيله الدراسي وبصورة علمية تضع مصلحة البلد بالدرجة الاولى ويكون التقييم وفق معيار حقيقي قادر على التمييز بين الطلبة . لان الامتحانات العامة تمثل مفترق طرق بالنسبة للطالب ومن اهم محطات حياته ان لم تكن الموقف الاصعب فيها .
وفي ضوء ذلك ينبغي ان تتصف اسئلة الامتحانات العامة بالصفات التي اشرنا اليها من اجل ان تكون عادلة وموضوعية وكفوءة في تقييم مقدار تحصيل الطلبة والتمييز بينهم لان هذه امانة كبرى اختارها الله سبحانه وتعالى قبل وزارة التربية لتكون في اعناق اللجان المشكلة لوضع الاسئلة الامتحانية بأختيار ماتراه مناسبا من الاسئلة وفق مستوى الطلبة والامكانيات التعليمية والظروف المحيطة بالطلبة والتي تؤثر في المجتمع . وكذلك ينطبق الحال على السادة المصححين للدفاتر الامتحانية بما لايخالف ضمائرهم والاجابات الصحيحة للطلبة .
ولكن الملاحظ ان اللجان المشكلة لوضع اسئلة الامتحانات العامة للدراسة الاعدادية الفرع العلمي لهذه السنة لم تكن لجان اختيرت لوضع اسئلة لتقييم مستوى الطلبة الدراسي واعطاء كل طالب حقه وانما عبارة عن لجان وضعت للانتقام من الطلبة من خلال وضعها لاسئلة تعجيزية عن مفهومة المعنى وصعبة الاجابة لاتتناسب اطلاقا مع مستوى الطلبة وامكانياتهم ومقدار جهدهم الذي بذلوه مع مدرسيهم وادارات مدارسهم خلال السنة الدراسية وبذلك اصبحت هذه الاسئلة عبارة عن اسئلة للانتقام من الطلبة وليس للتقييم الفعلي لمستواهم الدراسي . واصبحت سببا لاثارة الضجة بين صفوف الطلبة وحقد اولياء الامور الذين رأوا ان مابذلوه من جهود من اجل ابنائهم تضيع هباء منثورا بسبب حفنه من الذين وضعوا الاسئلة والذين نعتقد انهم لايفقهون شيئا بمباديء القياس والتقويم وكيفية وضع الاختبارات العامة التي يفترض ان تراعي ظروف البلد المحيطة بالطلبة .
اننا نعتقد ان هذه اللجان اصبحت اداة للهدر وتخريب البلد وزراعة اليأس في صفوفهم شبابه وقادته المستقبليين ونحن على ثقة كاملة بأنهم يساهمون في تخريب البلد وان هذه الاسئلة لم توضع بحسن نية واذا كانت بحسن نية فأنها وضعت من مجموعة لم يحسن اختيارها من قبل وزارة التربية لتكون عاملا مهدما لطموحات الطلبة وهدر اموال البلد لان معظم الطلبة سوف يعيدون هذه السنة في السنة القادمة وهذا هدر كبير للثروات والجهود .
اننا نضع هذه الملاحظات امام انظار السيد رئيس الوزراء المسؤول الاول عن كل شيء في البلد وامام انظار السيد وزير التربية ولايسعنا ان نقول في النهاية سوى حسب الطلبة الله ونعم الوكيل وسوف ينتقم الله من الذين ارادوا الانتقام من الطلبة وتعطيل مسيرة البناء في عراقنا الجديد .
|