مِنَ الابتلاءات العظيمة التي أبتلي بها الشيعة , وخصوصا ً الذين يقطنون المناطق المختلطة , حيث سكانها من أهل السنة , الذين يقولون بـ ( كفر الشيعة ) وما ينتج منها من قتل وتفجير وتهجير . وهذا ما أشارت إليه المرجعية الدينية العليا , بخطابها الأخير , وعدّت الأمر من المشاكل الحقيقة التي يعاني منها شيعة العراق , وتحديا آخر من التحديات الأمنية الناجمة من ((احتضان البعض للإرهابيين , ودعمهم لهم في الفتك بإخوانهم , وشركائهم في الوطن )).
ــ لذا فانبرى جمع من الشيعة ,وتوّجهوا بالسؤال الى المرجع الكبير ـ الوحيد الخراساني ـ عن تكليفهم الشرعي , وهل هل يجوز لهم معاملتهم بالمثل كــ ( كفار ) كما يعاملونهم ؟.
ــ السؤال :
" باسمه تعالى ..
نحن جمع من الشيعة , نقطن مناطق سكّانها من أهل السنة , الذين يقولون بكفرنا . وسؤالنا: هل يجوز لنا معاملتهم بالمثل ، أي أن نعاملهم معاملة الكفار كما يعاملوننا؟ نرجو إفادتنا بتكليفنا الشرعي تجاه هجمات أمثال هؤلاء " .
التوقيع : جمع من المؤمنين .
ــ جواب سماحته :
" بسم الله الرحمن الرحيم ..
كل من شهد بوحدانية الله تعالى , ورسالة خاتم الأنبياء (صلّى الله عليه وآله) فهو مسلم . وإن حرمة نفسه وعرضه وماله , كحرمة نفس وعرض ومال الشيعي الجعفري . إن تكليفكم الشرعي , في التعامل مع الناطقين بالشهادتين , يتطلّب حُسن معاشرتهم حتى وإن رموكم بالكفر . وإذا سلكوا معكم سلوكا بلا حق , فلا تنحرفوا عن صراط الحق والعدل المستقيم . فإن مَرِضَ أحدهم فعودوه ، وإن مات فاحضروا جنازته ، وإن سألكم فاقضوا حاجته ، وأطيعوا حكم الله عز وجل إذ يقول :
« وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوى » [المائدة/ 8]، وامتثلوا أمره تبارك وتعالى إذ يأمركم :
« وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً » [النساء/ 94] .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . |