قد نحزن لأننا كبلد نفطي نعاني من تقشف مالي وانهيار كامل للمنظومة المالية والاقتصادية بسبب الفساد الاداري والمالي المستشري في جسم هذا الوطن ولكن من المضحك بنفس الوقت اننا ومع هذا الكم الهائل من التضخيم الإعلامي لحالة التقشف المزعومة من قبل وزارة المالية نرى وبأم أعيننا ما يتم عقده من مؤتمرات سياسية يصرف لها مبالغ طائلة من أجل ساعات يجلس بها عدة أشخاص لتداول بعض القضايا التي أكل الدهر عليها وشرب والنتائج لازالت كما هي دون أيَّما تقدم ملحوظ وملموس في الواقع ومن حق أي فرد عراقي الان أن يطرح سؤال وجيه جدا وهو لماذا تُصرف هكذا أموال طائلة من أجل إقامة مؤتمرات نقاشية لا تخرج بنتائج عملية تفيد البلد والمواطن ولا تُصرف هذه الأموال لسد عجز الميزانية ؟؟هذا من جانب وقد يُطرح سؤال آخر أكثر وجاهة ودقة وهو ( إذا كانت الدولة ونقصد بها الحكومة المركزية ووزارة المالية بالتحديد تشكوا من حالة عجز ونقص في الميزانية عبر تصريحات وزيرها فمن أين تأتي بهذه المبالغ الهائلة لإقامة هكذا مؤتمرات شكلية شبعنا من إقامتها كمواطنين ولم تسمننا )؟
أليس من باب أوْلى بدل أن ننفق مليارات الدولارات لإقامة مؤتمر ضخم من أجل دراسة لحل مشكلة مالية أن ننفق هذه الأموال لمعالجة الخلل من أساسه بإضافة هذه الأموال الى خزينة الدولة كي يتم صرفها في وقت لاحق وحسب المستحقات0 فلماذا تُنفق هذه الأموال من اجل ساعات يقضيها مجتمعون قد إعتدنا على سماع كلامهم الممل الذي لايقدم ولا يؤخر سوى هدر للوقت وصرفيات تثقل كاهل الدولة وبالنتيجة الحال كما هو عليه بطالة وتقشف ونقص في الميزانية وتهديدات بعدم صرف رواتب الموظفين لهذه السنة أو الأشهر المقبلة مما حدى بالسوق الى رفع القيم المالية ووضع المواطن في وضع حرج لايحسد عليه.؟
فمن يتذكر معي كم أقيمت مؤتمرات مصالحة وطنية وكم عُقدت ندوات وكم اجتمعت قيادات وكم ميثاق شرف كُتِبَ على ورق بقي على ورقه لم يفعل وكم من مؤتمرات وإعلانات صرفت من أجلها آلاف الدولارات
فهل تغير شيئ هل التزمت القيادات والكيانات السياسية بمواثيقها واتفاقاتها أم لازال القتل على الهوية والتصفيات الحزبية والطائفية موجودة في أرض الواقع أي بعبارة أخرى هل نفعت هذه المؤتمرات المصروف عليها من لقمة عيش الشعب بحقن الدم العراقي ؟
الجواب كلا بل بقيت إن لم تكن قد زادت على حدها أضعاف مضاعفة . لذا نحن كشعب وكإعلام حر نريد خطوات عملية تنعش الجانب الاقتصادي والخدمي وتنهض بواقع البلد وترتقي به الى مستوى المسؤولية على كافة الأصعدة لا أن تُعقد مؤتمرات مرة توصف بالوطنية وأخرى بالإسلامية ومرة بالاقتصادية وغيرها من المسميات وكلها هواء في شبك لا تقدم ولا تأخر .
الحياة عبارة عن أخذ وعطاء مستمر لا تتوقف عند حد معين وكل المشاكل لها حلول ولكن نحتاج كبلد لقادة أكفاء يقودونه الى بَر الأمان عبر إقامة مشاريع عملية وواقعية ملموسة على أرض الواقع لا مجرد نظرية تكتب وتبقى تعانق الورق دون الخروج الى ساحة العمل والبناء والتطور والإزدهار . |